كتابات وآراء


الثلاثاء - 10 يوليه 2018 - الساعة 09:08 م

كُتب بواسطة : أ / علي قابل - ارشيف الكاتب



أتى المبعوث الأممي بن عمر ،رحل المبعوث الأممي بن عمر..
أتى المبعوث الثاني ابن الشيخ ..
رحل المبعوث الأممي ابن الشيخ..
ليأتى المبعوث الأممي الثالث مارتن غريفيت ودون أي تغيير أو دور كبير يوحي بأن الأمم المتحدة في طريق الحل الصحيح..

أبدا ليس لشخوص المبعوثين الدوليين دخل في مآلات المعضلة اليمنية ولكن الدور الرئيسي كان ولا يزال للأمم المتحدة كمنظمة تعنى بالحقوق وإحلال السلام..
وهذا يقودنا للسؤال لماذا جميع المبعوثين ينحون جانب المجابرة والمشاورة والحوم حول الحلول دون تناول القرارات الأممية وإلزام الأطراف بها كمبدأ أساس يثبت حسن نية الحوثة وجنوحهم للسلم..؟
الأمم المتحدة لا تعمل وفق مصلحة الشعوب ولكنها تعمل وفق مصالح الرعاة واللاعبين الدوليين خصوصا إذا كان هناك من يتحمل تكاليف استمرارها ويغطي نفقات عملها..
المبعوث الأممي مجرد موظف يحمل رؤية وتصور المنظمة وفق ادبياتها وفلسفتها هي وليس وفق أدبيات وفلسفة الحق والواقع..
وهنا تكمن الإشكالية المتكررة والإخفاق المتواصل..
منظومة الأمم المتحدة ليست فقط مبعوث وإنما المبعوث وما يشكله من تصور وفهم جزء فقط من عمل المنظومة الكاملة للمنظمة الدولية..
والتي تعمل وفق ابجدياتها التي قد تتفق وقد تختلف مع المصالح العامة للدول..
ولذلك تحتاج إلى عمل دؤوب متقن ومنظم يبدأ بسلسلة طويلة من العمل الدبلوماسي والعمل الحقوقي والعمل الشعبي بين اروقتها هناك للتأثير والتوضيح الذي ينعكس بالإيجاب على خطة توجيه وسير عمل مبعوثها الأممي وتحديد الخطوط التي يسير فيها..
وهنا دائما نفشل ونقصر لأننا لم نقم بعملنا كما يجب..
ليس في مصلحة القضية أن يعتمد أهلها على الحق الواضح والشرعي فقط دون اتقانهم طرق توصيله وأساليب إقناع الآخرين به..
إن سير المعارك في الساحل والنصر المؤزر الذي يتحقق هناك يحتاج إلى كفاءة وعمل يوازي ذلك العمل البطولي تقوم به فرق متعددة من قبل الدولة وفي عدة مجالات دبلوماسية وحقوقية وقانونية وإنسانية ومنظمات مجتمع مدني تدحض بها كل الشبهات وتدافع عن كينونة الدولة وشرعية النظام وأنه لا مجال إلا بدولة تستطيع أن تقوم بواجباتها تجاه كل رعاياها وتحترم وجودها الإقليمي والدولي..
استغل الحوثيين ذلك التقاعس واستطاعوا اللعب على وتر الأرض والأقلية التي تلاقي صدا وقبولا داخل أروقة المنظمة الدولية عبر تسويق نفسهم انهم مغدورين يصارعون من أجل مكافحة الإجتثاث الذي سيطالهم وعملا بالمثل الشعبي "ضربني وبكا وسبقني واشتكا "
وعبر فرق مقيمة هناك اقامات شبه دائمة تجتمع مع هذا وتشرح لذاك وتحاول إقناع هذا وتوضح موقفها لذاك..
تلبس في كل وقت رداء، فحين حقوقي وحين إنساني وحين منظمات مجتمع مدني وحين رداء الأقلية التي تصارع مجتمعا رافضا لها ويسعى لإجتثاثها ،مستخدمة دبلوماسية دول معادية تتقن العمل والتلون وتعلم جيدا دهاليز المنظمة الدولية..
يا شرعية يا قيادة..
النصر الذي يتحقق في جبهة الساحل على يد أبطال اجادوا عملهم واتقنوا ادوارهم يحتاج إلى نصر آخر مكمل تقوم به مجاميع كثيرة مؤهلة ومدربة ومتمرسة وخبيرة بالقانون الدولي وسير عمل المنظومة الدولية ومؤسسات المجتمع المدني كي تصبح في خط موازي للعمليات العسكرية وتحقق نصر سياسي يكمل النصر العسكري الذي يتحقق على الأرض..
انهم يقلبون الحقائق ويستغلون مخلفاتهم التي صنعوها على الأرض من أزمات ومجاعات وتشريد لصالحهم ولتقوية مواقفهم ولكسب تعاطف المجتمع الدولي معهم ..

كان ينبغي إيصال المبعوث الأممي إلى المخا والخوخة وتعز وان يلتقي به أهل تلك المناطق كي يرى بعينيه كذب ما سمعته أذنيه من مآسي حقيقية خلفها جنون الحوثي على الأرض والإنسان..
كان يجب أن يرى بعينيه ملايين الألغام التي نصبها الحوثة تحت كل حجر وأمام كل بيت ..
كان يجب أن يرى آلاف الأطفال الذين قتلهم والذين يزج بهم إلى الساحات ليقتلهم مرات ومرات..
كان يجب أن يرى المشهد الحقيقي الذي يعاني منه أهل الأرض الذين هم الأقلية ومن يملك السلطة المتوحشة هو أكثرية وان كان فردا واحدا..
كان يجب أن يرى مآسي إيران وجرائمها الحقيقية في كل واد وجبل وهي تنتزع أمن الناس وسلامتهم وتجيرهم إلى عبيد لمشروعها الإجرامي..
انتفضي يا قيادة واعيدي ترتيب اوراقك وادواتك التي تستطيع تقديم الحل وتحقيق النصر ولا تكتفي بمجرد ردة الفعل لأفعال تم صنع مادتها مسبقا والتأثير عليها قبلا كي لا تذهب دماء الرجال الصادقين هباء..
الحديدة مفترق طرق وبوابة النصر العظيم وام المعارك التي تعني للجميع كل شيء وليس مجرد شيء وتستحق أن تجودوا معها بكل شيء وتقدموا في سبيلها الغالي والرخيص..