كتابات وآراء


الثلاثاء - 14 أبريل 2020 - الساعة 03:20 ص

كُتب بواسطة : أسامة الزومي - ارشيف الكاتب



الروح التي استعلت على سلطة الكهنوت مضيئةً سماء #الحديدة عاصمة #إقليم تهامة لن تكون سوى ملهم آخر لثورة بدأت ووصلت لحيث لم يرد لها أن تصل وستستمر.

المشيعون بأصوات الرصاص تحت سطوة الكهنوت السلالي والمناطقي لم يبعثهم من بين الأغلال سوى روح ثائرة ليست سوى نسخة من بو عزيزي الزيتونة !

حين تردّت نفس (الأمني دهمان) مجندلة في شوارع الحديدة لم يجد أفاكوا الكهنوت من شماعة يسقطون عليها خيبتهم سوى شاب نحيل ينتمي لجهاز الأمن كان يرفض عنجهيات دهمان وغيره من الأمنيين في طابور الصباح العسكري.

الأمنيون الحوثيون تجاه تهامة الأرض والإنسان ليسوا بدعاً من السلالة الأمنية التي استملكت هذا الجهاز في عهد #الجمهورية_الزيدية وغيره من الأجهزة لتحقيق أهدافهم السلالية والمناطقية، التلفظ على المجندين وإهانتهم والتكليفات المجحفة والعقوبات حتى يصبحوا مدجنين طيعين في أيديهم أو تطفيشهم حتى يتركون الجندية ويتم تسجيلهم فرار لا يقبلهم القانون العسكري مجدداً.

لم يتوقع الأمنيون أن يرفض جهاد قطرنتهم، جهاد الشاب النحيل !
- إذا لا بد من تربيته وجعله عبرة لغيره من هؤلاء التهمان، الاخدام، الهنود كعادة القادمين من الجبال في التفكير بصوت مزعج !
والفرصة المواتية كانت تلبيسه تهمة اغتيال الأمني دهمان الذي كان جهاد لا يقبل بتصرفاته في الطابور.

هنا بدأ الفصل المثير في الحكاية حيث أن الرفض الشكلي والمعنوي والكلي لـ #غبار_التأريخ كما أسماهم خالد الرويشان كان قد بدأ من سنوات وتجسد في عدة صور وأشكال انتهاء بالمقاومة المسلحة.

ويختبئ جهاد حينما رنا إليه نيتهم المبيتة ليلجأ الأمنيون إلى اختطاف أمه وأخته من ساحة المنزل وتعنيفهما حتى يرضخ الشهيد، وبدون مقدماتٍ شاهت وجوه المعتدين حينما ظهر البطل أمامهم قائلاً بصوت قيلٍ عتيد : أنا هنا .. اتركوا المكالف يا مكالف !

ضربوه في السجن ..
أرادوه أن يموت ألماً ..
استجدوه أن يركع ..
استخدموا معه كل شيء يجعلك تعترف وأنت بريء ؟!
نعم .. لكنه كان يبتسم !

قالوا بأنه اعترف وهم يكذبون كما يتنفسون !
عبثاً صدر حكم الإعدام باوراق الدولة وهم ميليشيا طارئة.
كيف تصدر حكماً سيادياً وأنت لا يعترف بك أحد؛ لست شرعية !
ولا يقتل مواطن يمني بميليشا !

في ليلة مشهودة من ليالي السجن المركزي بالحديدة كانت #المقاومة_التهامية رفقة القوات المشتركة تقرع أبواب المدينة واقتربوا حتى كادوا، ارتعب الحوثيون وفر الأمنيون أصحاب الزنة أو اصحاب الميري سواءً بسواء.

ثمة من قال لأولياء دهمان إذا دخلت المقاومة المدينة فكل أوراقكم التي كتبتموها انتقاماً لدهمانكم ( بلّوها واشربوا مايها ) حينها اضطرمت النية الخبيثة في زناد مسدسات الدهمانيين وقرر الأوغاد اقتحام السجن بخمسين مسلحٍ في واقعة أرادوها لتصفية جهاد.

لقد صارت روح جهاد قد معشعشةً في ضلوع كل مساجين السجن المركزي، لم تكن قصته مجرد حديثهم اليومي، لقد صار جهاد قضيتهم !

كون السجناء حائطاً بشرياً أمام البوابة ومنعوهم من الدخول ..
كانت حلقة بشرية أخرى تحيط بالشهيد وتفتديه بأرواحها ..
انتشر الخبر في المدينة وتداعى الناس ..
أصبح الأمنيون في حرجٍ للتأريخ ..
قال أمني دهماني: اقتلوه سريعاً قبل أن يأتي الصباح ويفضحنا فيسبوك !
لكن فيسبوك كان قد اغتال غفلتهم ليلاً وطار الخبر إلى ما لا يعلمون ..
عادوا خائبين يجرون أذيال الانهزام والفضيحة ..
ليسوا رجالاً أبداً !
هم ودهمان !

دارت رحى الزمان واضطرب صحن الأحداث وحدث أن توقفت المقاومة عند أسوار المدينة وابتلعت الميليشيا أنفاسها وقررت العودة للمحكمة والتنفيذ، وأصبح الإعدام حقيقةً في زمنٍ كاذب !

ما إن دقت ساعة الصفر حتى تجمل جهاد بأبهى ثياب عروس تهامي وتكلل بالفل من أعلى كوفية الخيزران إلى خصره الملفوف بالمصنف التهامي ( المقطب، الوزرة ).
لقد ( خزَّن ) جهاد مع رفقاء السجن فعلاً كعريس !

اختار الأمنيون أمنياً من أسرة دهمان لتنفيذ الإعدام باسم الدولة .. لا تتعجبوا !
قال قاضي التنفيذ لجهاد قبل الإعدام: ما أمنيتك ؟
رد جهاد: أن أنتصر ويبقوا مقهورين .. وابتسم!

لقد أحيا موتك يا جهاد ثورة كادت أن تغتال !
أخرجت الناس بالآلاف يكبرون بالرصاص في عز الظهيرة وفي عز سطوة الأمر الواقع.
أحرجت حراج المقاومين ! أحييت أمل الصادقين !

حتى ساحة الإعدام التي أرادوها استكباراً لذواتهم كُتِبَ على جدار خلفيتها (وإنك لعلى خلق عظيم) !

يا جهاد .. لك من اسمك كل النصيب.