كتابات وآراء


الثلاثاء - 24 نوفمبر 2020 - الساعة 05:15 م

كُتب بواسطة : صلاح السقلدي - ارشيف الكاتب


صلاح السقلدي

فجأة ودون سابق إعلان يطلب وزير الخارجية التابع للحكومة اليمنية في الرياض محمد الحضرمي لقاءً مع المبعوث الأممي إلى اليمن (مارتن جريفيت) عبر دائرة تلفزيونية -بحسب وكالة سبأ للأنباء فرع الرياض-، ويعلن موافقة حكومته على المبادرة الأممية المسماة بــ (الإعلان المشترك)، بعد تمنّع ورفض طيلة الأسابيع الماضية.

ما يوحي أن هذه الحكومة قد استشعرت خطورة التطورات التي تشهدها اليمن والمنطقة والعالم. والتي أبرزها -قدوم إدارة أمريكية جديدة رافضة للحرب باليمن، ورغبة سعودية لطيّ صفحة الحرب والتوجه نحو الحل السياسي لحسابات سعودية متعلقة بالشأن الداخلي وكذا الإقليمي والدولي.

وبعد أن بلغ عامل فقدان الثقة لدى السعودية والتحالف بجديّــة هذه الحكومة بالحرب مبلغا كبيرا في غمرة الأخبار التي تتحدث عن إخفاقات عسكرية خطيرة في مأرب.

فهذا الوضع المحلي والإقليمي والدولي القاتم الذي يطوق هذه الحكومة والذي ضاعفه القرار السعودي الأخير القاضي بتصنيف حركة الإخوان المسلمين الدولية -التي ينتمي لها حزب الإصلاح المهيمن على الحكومة انتماءً فكريا وايديولوجيا بقائمة الإرهاب-، تبعه اليوم تصنيف مشابه من دائرة الإفتاء الإماراتية لذات الحركة ويستهدف من جُــملة ما يستهدف من أحزاب وقوى عربية واقليمية حزب الإصلاح اليمني.

وكل هذه التطورات تضع هذه الحكومة تجنح للسلم، ولكنها أي التطورات الأخيرة لم تكن كافية على ما يبدو من أن تجعل هذه الحكومة وكياناتها الأخرى تغير موقفها من الجنوب، وتذعن لاتفاق الرياض وللواقع الجديد الشامل الذي تشكل خلال ستة أعوام وأفضى لخارطة سياسية جديدة بالجنوب كما هو بالشمال يحتم على هذه الحكومة وأتباعها الانفتاح عليه والتسليم به.

*من حائط الكاتب على الفيسبوك