كتابات وآراء


الإثنين - 08 فبراير 2021 - الساعة 04:02 ص

كُتب بواسطة : اسامه الاصبحي - ارشيف الكاتب


الموت الذي يغيب إنساناً كالاستاذ القدير شائف عزي صغير لا يمكن تعريفه إلا بأنه فاجعة .
نعم .. لقد كان رحيله فاجعة بكل ما حملته من وجع وحزن وذهول وشعور بالخسارة .
في معادلة الحياة والموت ، تقاس خسارة الرحيل بمستوى حضور المرء في الحياة العامة .. كان حضوره كبيراً في المحيط الواسع الذي امتد إليه نشاطه الأدبي والسياسي والاعلامي والاجتماعي والإنساني ، ولذلك ، لا بد أن تكون خسارة رحيله كبيرة .

فغالباً ما يرحل العظماء عن الحياة ليتركوا خلفهم أثاًر لدى الناس والمجتمع إيجابياً كان ذلك الأثر أم سلبياً , لكنه يصبح أثراً إيجابياً كبيراً ومؤثرا في الساحة السياسية إذا ما كان الارحل بوزن وحجم رجل الدولة والتواضع والإنسانية , الرجل الذي إتفقت غالبية كل الأطياف والقوى على أن خسارته كانت خسارة للجميع . ولن يكون من السهل الكتابة عن رجل عرفته الساحة الأدبية والاعلامية والسياسية طوال عقود من الزمن واختصار ذلك في مقال أو منشور , فالكتابة عن رجل بحجم وصفات وقدرات الأستاذ شائف عزي يحتاج إلى مساحة أوسع يمكن عبرها الحديث عن عزي الاديب والمثقف والإنسان .
وضع شائف عزي لنفسه خطاً ومسارا واضحاً ومميزاً منذ بروز إسمه في العمل السياسي والادبي منذ صغره فقد حدثني عنه الكثير من أبناء تهامة بكل من كل أرجاء الوطن وتميز بديناميكية عالية في عمله مكنته من مواقف ثابته صريحة لايجامل فيها أحد ميزته عن الجميع أنه يحب الوطن ولايزايد على أحد , ليمكنه ذلك من الإحتفاظ بعلاقات جيدة وفاعلة مع مختلف القوى السياسية والإعلامية والاجتماعية , فارضا إحترامه على الجميع .
رحل استاذنا الكبير شائف عزي ونحن بحاجة اليه في ظل هذه الظروف التي يمر بها الوطن من نكبات غادر بهدوء في وقت كانت الساحة اليمنية بأمس الحاجة إليه , رحلت رجل عُرف بنزاهة الضمير وصفاء الرؤية ونقاء النفس .
لروحك السلام أستاذنا الكبير شائف عزي صغير .