كتابات وآراء


الأربعاء - 22 ديسمبر 2021 - الساعة 08:52 م

كُتب بواسطة : عدنان حجر - ارشيف الكاتب


رباب قائد محمد احمد مصاص البشري, المستوي الدراسي ثانوي, المستوي الثقافي ناشطة في المجال الانساني .عمرها 25 سنه,من قرية السعيدية مديرية الخوخه محافظة الحديدة, تاريخ استشهادها هو 27 يوليو 2018م..متزوجة من الصديق العزيز المناضل والمثقف المستنير رفيق المعتقل الناشط المجتمعي الاستاذ / ناجي محمد سليمان مصاص. رباب وناجي من قرية واحدة وطينة واحدة وتربطهما علاقة قرابة وبينهما قواسم مشتركة شكلية وروحية وخصال حميدة ..فرباب فتاة جميلة بل اجمل نساء قريتها شكلا وروحا واخلاقا , وناجي اجمل واروع شباب قريته , وان لم تكن شاهدا له بذلك فإن اقترابك منه ومجالسته ومعرفته عن قرب ومعرفة شخصيته وسلوكه وتعامله مع المجتمع المحيط به وثقافته وأخلاقه ستجد نفسك أمام انسان ملاك في هيئة وصورة بشر , وكتلة من مجموعة قيم تمشي على قدمين.هذه الروابط والقواسم المشتركة بين رباب وناجي جعلت منهما روح واحدة في جسدين مختلفين في بعض المكونات العضوية وبسببها قضت الإرادة الإلهية أن تجمع بينهما تحت سقف واحدة وكيان أسري واحد فاقتربا من بعضهما اقتراب الطهر بالطهر وتزوجا في2008م..

• تزوجا ومضيا يناضلان معا في المجال الإغاثي والإنساني محاطين بمحبة البسطاء والفقراء يتتبع خطاهم أنصار الشيطان الحوثيين المحتلين لارضهم المضطهدين اهلهم .يتحينون الفرصة لناجي ..وفي صباح يوم الأربعاء 28-6-2017م تلقى ناجي اتصالا من شخص معروف ،يفيده ان هناك رجل اعمال لديه 90سلة غذائية سيتم توزيعها لنازحي المخاء.وعلي ناجي ان يذهب من قريته الى مدينة حيس.فتحرك ناجي على وجه السرعة معتذرا للشهيدة رباب عن كوب الشاي الذي كانت تود أن يتناوله....وحين وصلت الى المكان المحدد في مدينة حيس..تصلت على الشخص..رد علي انه في السوق .فرغت من المكالمة توقفت جبني سيارة وطلبوا مني الطلوع وحين طلعت اخذوا تلفوني وقالوا انهم الامن السياسي مكلفين بالقبض علي.وذهبوا بي الى الحديدة.مكثت في الحديدة 50 يوما.وبعدها الى صنعاء.و بعد عشرة أشهر من الاخفاء القسري من سمح لناجي بالاتصال من صنعاء دون تحديد المكان.فعرفت الشهيدة رباب بأن زوجها معتقلا دون معرفة المكان ،وبعد شهر من الاتصال السابق تواصل ناجي بالشهيدة رباب لمدة خمس دقائق..وبعد هذا الاتصال سمح لناجي وغيره بتحديد المكان لمن يريد الزياره .والمكان هو مقر الامن السياسي بصنعاء.علمت الشهيدة رباب بذلك , فسألت ناجي : اثناء الاتصال هل مسموح الزيارة فقال لها نعم.ولكن المسافة بعيدة ومخاطر الطريق. فقالت له لايهمني بعد المسافة ومخاطر الطريق سأتي عندك ولزيارتك حيثما تكون...

• وفي يوم 22-7-2018 م بدأت الشهيدة رباب تعد نفسها لزيارة زوجها ناجي وذهبت إلى اختها اسماء قائد واستلفت منها مائة الف ريال ثم ذهبت الى زيارة أهل زوجها..وبعد أن زودت رباب نفسها بمصاريف السفر والزيارة وودعت الجميع الوداع الاخير في صباح يوم 24 يوليو2018م تاركة خلفها بيتها واهلها وقريتها وذكرياتها مستقلة دراجة نارية من قريتها شرق الخوخة للوصول إلى مدينة حيس ومن حيس ستغادر لزيارة زوجها على متن سيارة إلى صنعاء..تحركت الدراجة النارية صوب مدينة حيس يقودها محمد علي حنبله ابن عم رباب , وخلفه رباب وابن أخيها معين محمد قائد , كان السرور يحيط برباب وهي ذاهبة للقاء الغالي ولم تكن تعلم أن مصيرا جميلا تنتظره بعد لحظات ولم تكن تعلم أن القتلة الحوثيين حرموها من زوجها وأنهم بما زرعوه تحت أقدام البشر سينال منها ويحرم ناجي من رباب الزوجة الحبيبة الغالية..كانت الدراجة النارية تسير فوق التراب تستعجل الوصول إلى محبة الله, كانت حيس تقترب منهم والقرية خلفهما ب5 كيلو متر وإذا بلغم ارضي مزروع ينفجر بالدراجة النارية ومن عليها..

• توفي ابن عمها حنبلة سائق الدراجة على الفور وأصيب ابن أخيها معين إصابة بالغة نزف كثيرا وتركوه الحوثيون ينزف ولم يسعفوه فمات ..
وتم التعرف على السيدة رباب من خلال احد المارة لطريق وكان قريبها تحرك على الفور وابلغ ابوها في القرية.جاء ابوها وسمح باسعاف رباب الى مدينة القاعدة محافظة اب ومنها الى صنعاء.
وبعد خمس ايام من الحادث توفت رباب مستشفي الثورة بصنعاء..

• انفجر اللغم الحوثي برباب ومن معها وهي حاملة معها لزوجها كعكا وحلويات صنعته بيدها وايادي بنات قريتها, انفجر اللغم بالزوجة التي أبت إلا أن تتحدى المخاطر للوصول إلى زوجها, انفجر اللغم الملعون بربابة ناجي وهجوعه وسكونه وانغامه وحياته , انفجر اللغم الملعون برباب لتكتب شهيدة الوفاء , ويكتب على ناجي الموت على قيد الحياة.
وقبل وفاتها بيوم في المستشفي وهي تعاني من جراح إنفجار اللغم الملعون ارضي زرعه الحوثيون
لها وللابرياء من البشر ..قالت لأخيها هيثم ( اذا لم يكن لي حظ في زيارة ناجي قبله قبلتين على خده ،واخبره أن يتزوج ،وان يرسم لنفسه اجمل لحظات العمر،فالغد مازال يحمل له الكثير فانت لست في مرحلة سقوط بل في مرحلة بداية الحياة كلها تنتظرك ،والابتلاء يصنع العظماء مثلك)..

• في ال25 من نوفمبر2021م احتفى العالم باليوم الدولى للقضاء على العنف ضد المرأة ..وكان من بين عناوين الاحتفاء , قصة الشهيدة رباب باعتبارها رمزا لنضال المرأة اليمنية ومدى معاناتها من الحرب وشاهدة على عنف وطغيان الحوثيون ضد المراة والإنساني وشاهدة على خطر زراعة الالغام والموت في طرقات الناس الابرياء.

• في ختام كلماتي عن الشهيدة رباب وزوجها المناضل المقاوم المثقف ناجي محمد سليمان مصاص..ادعو القراء الاعزاء إلى قراءة الفاتحة على روح رباب الطاهرة..