كتابات وآراء


الخميس - 11 يناير 2024 - الساعة 07:12 م

كُتب بواسطة : فكري قاسم - ارشيف الكاتب



التقط عدد من الشبان الناشطين بتعز صورا متداولة لهم إلى جوار صورة الزعيم صالح ؛ المتواجدة عرض أحد جداران كلية الآداب .
وهذا أمر لايدل فقط على أن للرجل الراحل مكانة كبيرة في نفوس كثير من الناس ؛ على الرغم من كل محاولات خصومه السياسيين لتهشيم وتشنيع وتشويه صورته في الوعي الجمعي .
وانما يدل ؛بشكل واضح ؛ على أن تعز في جوهرها حاضرة متمدنة ومسالمة ولا تتعايش بالمطلق مع الكراهية والاحقاد .
وأنها محافظة شجاعة واصيلة ؛ تغضب وتحب ؛ وعصية تماما على فكرة الاستحواذ أو التجيير لصالح جماعة بعينها مهما استبدت بها ظروف واقع الحال المرير .
والأهم من هذا كله ؛ أنها تحتضن الجميع ؛ ولاتطلب من الطامحين الجدد ؛الذين يتسابقون الان على موضع قدم فيها أي شيء آخر غير أن يحترموها فقط .. وان يحترموا خصوصياتها وثقافتها وتمدنها ؛ وان يعطوها مكانتها التي تستحقها ؛ وان يغازلوها بدوافع وطنية أصيلة منطلقة من وعي سياسي عليم بمزاجها الشعبي وعليم ايضا بتفكير واحتياجات شبانها الذين قلبوا اليمن كلها تحت فوق أثناء اعتصامات سنة ٢٠١١ لمجرد أنهم أرادوا التغيير ؛ بغض النظر طبعا ؛ عن الخديعة الكبرى التي تعرضوا لها من سراق الحلم الذين ركبوا الموجة وقادوا البلاد إلى المهلكة .
ولا يمكن لأي فصيل كان أن يكسب قلب تعز وان يستمر فيها طويلا وان يسوق لنفسه في مجتمعها المتحضر اساسا ؛ من دون أن يضع نصب عينيه ؛ أن لتعز مفاتيح حضرية ؛ غير تلك المفاتيح البالية التي استخدمها الزعيم صالح معها من قبل ؛ والتي بسببها ؛ خلق بينه وبين شبان تعز هوة سحيقة أفضت في نهاية المطاف إلى انفراط العقد بتلك الطريقة الكارثية التي حدثت في ٢٠١١
وكان ذلك أمر طبيعي لأن الزعيم الله يرحمه ظل طيلة حياته اصلا ؛ يستخدم مع تعز مفاتيح صدأة ؛ ولم يهتم مطلقا بمفاتيحها الأصلية كحاضرة ثقافية؛وخلاها مرتعا لرجال الدين ولرجال القبيلة ولشوية مسؤولين فرغ كانوا هم السبب فيما بعد في إغلاق بيبان المدينة بوجهه في سنوات الطوفان الذي شهدته البلاد ؛ولم يكن أحد يعتقد من بعده ؛ أنه سيشاهد صورة الزعيم ثانية عرض أي جدار
ولكنها تعز الكبيرة والسموحة
تعز اللي تشتي رجال دولة يتعاملوا معاها كعاصمة للثقافة اليمنية ؛ ماتشتي فاعل خير يلصي لها الضوء أو يسقيها شربة ماء او يعمل لها عرس جماعي ؛ أو يشلها تعمل عمره !