كتابات وآراء


الجمعة - 08 فبراير 2019 - الساعة 08:42 م

كُتب بواسطة : أ / علي قابل - ارشيف الكاتب


- لا أعلم لماذا نطالب غيرنا بما نفتقده؟

- لماذا نراهن على إنسانية الغير وننسى تذكير أنفسنا بإنسانيتنا الهاربة ؟!

- ما يتداوله الكثير حول الدور الأممي في مشاكلنا المعقدة ومدى تكسب جميع الأطراف من تعقيدات القضية وتشنجاتها المصطنعة، يبقى مجرد انتقاد مخملي، وغير مجدي لأنه لم يطرق لب المشكلة وأصل التعقيد فيها..

- يكمن اصل المشكلة، ومركز التعقيد في القضية، أن جميع الأطراف الممثلة للمشكلة ليسوا أصحاب القضية الأصليين وإنما مجرد تجار ومتكسبين دفعت بهم الأحداث إلى الواجهة وصنعت منهم أطراف تستطيع أن تتحكم في البداية ولكنها لا تملك حق التحكم والتوجيه للنهاية..

- قضايا مستقبل الأوطان، وخصوصاً تلك التي تنسلخ من واقع إلى واقع آخر ترى فيه أنه أكثر تحقيقاً لمنفعتها، يحتاج إلى مشاركة كبيرة وواسعة في مشروع قومي يتبناه الجميع ولا يُسقط حق أحد من حساباته..

- وهذا ما تحاول الأطراف المتصارعة القفز من عليه والاكتفاء بمن ضمتهم الصورة وحضنهم المشهد..!

- الأمم المتحدة في تاريخها الطويل لم تكن يوماً احن على شعب من بنيه، خصوصاً والجميع يعلم أنها مجرد أداة سياسية وإنسانية تحقق مصالح الداعمين والمتحكمين بالعالم..

- لذلك أن يسرف البعض في تناول ما ليس موجود أصلا والتغاضي عما هو مفروض يجعل من الكلام مجرد غثاء لا طائل منه إلا التبرير لوجود كل متمصلح ولاعب غير شرعي يدعي الوصل بليلى وليلى لا تقره بذاك..

- تختلف الرغبات والوسائل لتحقيق الأهداف بين الممثلين للقضايا مع ما يطلبه أصحابها الأصليين..

فجُّل ما يقوم به الممثلين هو (إبقاء الوضع على ماهو عليه) بينما الرغبات الحقيقية للشعوب هي إنهاء هذا الوضع برمته..

وهنا تتقاطع المصالح، وتختلف الأماني، خصوصاً وأن اللاعب يدرك بأن رغبة الشعب تعني إنهاء دوره وتوقف مصلحته وهو مالا يسمح به أبدا لذلك يلجأ إلى طمس الأوراق وتغبيش عين الحقيقة في تلطيخ من حوله بقاذوراته حتى تتسخ الصورة أكثر مما يجعله يضمن البقاء فترة أطول وعلى حساب الجميع..!

- التاريخ يُدرس الكثير، والواقع يشرح الكثير من تلك الدروس، ولكن للأسف طُلاب الحقيقة قليل، والجادين لإنهاء الأزمات لا يملكون فرصة اللعب لأدوار مهمة في تحديد المسار الذي يؤدي إلى إنهاء المُشكل من أساسه..

- لذلك لا تُشكل دروس التاريخ اي أهمية في صنع الأحداث إلى بالوصول إلى النتائج الكارثية التي سبق وأن وضحها التاريخ وشرحها الواقع..!

- تابعوا أدوار الجميع وتحركاتهم وقدراتهم فستجدون انها كلها تتشارك قبح (التهرب من تحمل المسؤولية) فلا هذا قام بواجبه تجاه الدفاع عن حق من منحه شرف تمثيله، ولا ذاك قام بواجب من يحكمهم قسراً وعدواناً..!

هذا إسْتمرأ البقاء في وضع الدفاع (مدفوع الأجر)، وذاك إسْتمرأ البقاء في وضع الهجوم (منعدم التبعات)..!!

لا هذا في صالحه إنهاء المشكل، ولاذاك في صالحه الحل..!!!

لذلك يتعارك الطرفان من أجل إطالة العراك فقط لأن حياتهما محصورة في طول العراك بينهما حتى وإن سقط وتشرد شعب كامل..!!

(الحقوق) لا توهب ولا تمنح وإنما تنتزع انتزاعاً من براثين الطغاة والمماطلين وتبقى الأدوار الأممية كما عودتنا في الرضوخ للأمر الواقع الذي تحدده الشعوب ورغبتها الجامحة في صنع خيوط شمس مستقبلها من عدمه..

لذا توقفوا عن طلب إنسانية الآخر، وركزوا على إنسانية اللاعبين والممثلين لكم المفقودة والتي هي أصل المُشكل وبيت الداء الذي يعاني منه الجميع..

ف هل تستطيعون ايقافهم ورفع أيديهم واجبارهم على الرضوخ لما تنشدوه انتم، لا لما ينشدوه هم..؟