اخبار وتقارير

الجمعة - 29 مارس 2024 - الساعة 12:26 ص بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - النقار | محمد سامي



عزيزي الحوثي المجاهد المؤمن الصائم، لماذا لا تمارس عبادة أخرى؟ النوم على سبيل المثال، يقال إن نوم الظالم عبادة. يمكنك الآن أن تستثمر وقتك في النوم. أقنع نفسك أنك تبذل جهداً جهادياً تستحق بعده النوم لعشرين ساعة على الأقل.

لماذا أقول لك ذلك؟

أولاً: لأنك لست صائماً، وأنت كل شيء إلا أن تكون صائماً، أنت طافح، ضابح، سارق، آكل، شارب، مخزّن، مبردق، مبوسر، وليس لدينا اعتراض على ذلك، لكن وجه اعتراضنا هو أن تكون كل هذا ثم تتظاهر بأنك صائم. عليك أن تقرأ عن الصيام قبل أن تصوم، وأنصحك بقراءة شيء آخر غير ملازم "الشهيد القائد". إذا لم تُرد قراءة كتاب مثلاً فعليك بغوغل، وصدقني إذا كان غوغل على أيام "الشهيد القائد" فإن هذا القائد نفسه كان سيعتمد على غوغل في رصف كلماته ودروسه ومحاضراته، فعليك بغوغل.



ثانياً: لأن الصيام ليس إمساكاً عن الأكل والشرب فحسب. أي ابن خمس سنوات سيقول لك هذا الكلام، فالامتناع عن الأكل والشرب يبقى إمساكاً فقط، وأنت لا تصوم صياماً، بل تعاني من إمساك آخر.



ثالثاً: لأنك تعامل أبناء صنعاء أثناء صيامك بكل حدّة و"هنجمة" وتتعدى عليهم بالألفاظ والعفاطة، وكأنهم عبيد لديك أو لدى الوالد، وهذا كله لأنك فقط تحمل سلاحاً تستقوي به على العُزل، بينما أنت أقل من أن تكون رجلاً، وهذا يعني أنك الآن أمامنا لست صائماً ولست رجلاً أيضاً، فهل الخلل في هرمونات المسيرة القرآنية؟ ثم لماذا أنت صائم مستعجل إلى هذا الحد؟ سواء مررت راجلاً بين الناس أو سائقاً الشاص، تمهّل ولا تستعجل ولا تفحّط، فأذان المغرب قادم، وسقوطكم أيضاً قادم.



رابعاً: لأنك لست إضافة نوعية للمجتمع الصائم، ولا للإسلام، ولا للإيمان يا مؤمن. أنت عبء حتى على الشياطين المصفدة، وربما كان التصفيد أهون عليها من أن تتعامل مع أمثالك في رمضان.



خامساً: لأنك تصوم بمبدأ "لا تكلم صائم بعد العصر"، وإذا كان كذلك فلماذا نراك العصر من الأساس؟ ثم إذا كان على الشعب اليمني ألا يكلم "حوثي" بعد العصر، فمتى إذن؟ هل نحجز موعداً محدداً غير العصر لنكلم حوثياً صائماً؟



وبناء عليه يمكنك أن تلزم المقر مع إخوانك المؤمنين، أو أن تعبد الله بإعفاء الناس من طلتك وتقضي صيامك نائماً، لكن لا تتأخر على الدرس الرمضاني ومحاضرة السيد القائد وكن مشرفاً نجيباً كي لا يُخصم من مستحقاتك، فالصيام بالنسبة لك ليس هاماً بقدر أهمية الإصغاء للمحاضرة والتأكد من أن مستحقاتك ستظل كما هي دون خصم، فابحث عن مصلحتك كعادتك، قبل أن يبحث عنك مشرفك الأعلى منك إشرافاً.