شئون دولية

الإثنين - 20 يناير 2020 - الساعة 07:03 م بتوقيت اليمن ،،،

وكالات

كشفت تقارير صحافية الضغوط الأوروبية والأمريكية على تركيا لوقف إرسال المرتزقة السوريين إلى ليبيا، في مؤتمر برلين أمس الأحد.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، بات العالم يؤمن بخطورة الصمت على إرسال تركيا مرتزقة إلى ليبيا، وبانعكاساته المدمرة على أمن المنطقة والعالم بأسره.
لجم الوفاق
تعرضت صحيفة الشرق الأوسط، للخطة التي ستعمل عليها بعثة الأمم المتحدة الخاصة بليبيا، المنبثقة عن المؤتمر، والتي تقوم على محاور أربعة، سياسية أولاً لتوحيد الأجهزة الليبية التنفيذية، والسيادية، والاقتصادية، والمالية، والأمنية، والعسكرية، واقتصادية ثانياً، إذ تنص الوثيقة على توحيد وتعزيز مؤسسات ليبيا الاقتصادية والمالية، وجعلها أكثر شفافية، إلى جانب حظر السلاح ثالثاً، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الصادرة عن لجنة نظام العقوبات في الأمم المتحدة، وأخيراً التشجيع على احترام حقوق الإنسان الدولية والقانون الدولي رابعاً، وإنشاء جو يساعد العاملين في المجال الإنساني على الوصول إلى الذين يحتاجون المساعدة، في إشارة إلى الوضع في طرابلس من جهة، وإلى أوضاع اللاجئين والمهاجرين المحتجزين فيها.
ومن أبرز ما أوردت الوثيقة، شبه اتفاق على إعادة النظر في حكومة الوفاق، التي اهترأت شرعيتها خاصةً بعد التطورات السياسية والعسكرية في ليبيا، وعكس ذلك ما قرره مؤتمر برلين، وأوضح نص الوثيقة، أنه بناء على "الاتفاق السياسي الليبي، اتفاق الصخيرات، أطلقت بعثة الأمم المتحدة عملية لتأسيس منتدى للحوار السياسي الليبي على أن ينعقد خارج ليبيا بحلول نهاية يناير(كانون الثاني) الجاري، ويتألف من 40 ممثلاً ليبيا سيتم اختيارهم بناءً على مشاورات مع أطراف ليبية أساسية".
وأضاف الوثيقة، أن "المنتدى سينعقد لمناقشة احتمالات إصلاح المجلس الرئاسي، واختيار رئيس جديد للوزراء ونائبين له وسيكون من مهمته تشكيل حكومة بناء على التفاهمات التي تم التوصل اليها في نوفمبر (تشرين الثاني)2017 في تونس، في خصوص المجلس الرئاسي والحكومة التابعة له. وأوضح النص أيضاً أن الحكومة الجديدة ستعرض على مجلس النواب، أي البرلمان الشرعي في شرق ليبيا، لنيل الثقة، وأن قيام الحكومة الجديدة سيتطلب في شكل طبيعي موافقة جميع الأطراف على حل السلطات التنفيذية الحالية".
وتابع النص أن على "مجلس النواب الليبي، بعد ذلك إقرار الشتريعات المطلوبة لإنهاء المرحلة الانتقالية، بما في ذلك الانتهاء في تشكيل المفوضية العليا للانتخابات".
صمت عالمي
في صحيفة أخبار الخليج البحرينية، حذر عبد المنعم إبراهيم من خطورة "صمت العالم" على السياسات التركية في ليبيا، وقال إبراهيم: "أمام صمت العالم والدول الأوروبية وأمريكا تتحرك تركيا بشكل سافر ورسمي بنقل المرتزقة السوريين للقتال إلى جانب ميليشيات حكومة السراج الإرهابية في طرابلس ضد الجيش الوطني الليبي".
وأضاف الكاتب "هذا الصمت حقاً هو صمت مريب كما لو كان الجميع يريد إبقاء الوضع السياسي والعسكري كما هو عليه دون تغيير، أي لا غالب أو مغلوب في ليبيا".
وحذر إبراهيم من تداعيات السياسات التركية قائلاً: "لكن ما لا تدركه أوروبا ولا أمريكا هو التداعيات الأمنية والعسكرية التي ستلحق بدولهم، خاصةً أوروبا، جرّاء السكوت أو التواطؤ مع التوجهات التركية في إرسال المرتزقة السوريين إلى ليبيا، فإذا صمتوا الآن فسيصمتون غداً حين ترسل تركيا قوات من داعش والقاعدة وبوكو حرام، ولربما أيضاً ميليشيات شيعية موالية لإيران للقتال إلى جانب حكومة السراج ومليشياته هناك".
من الخميني إلى أردوغان
من جانبه، تساءل إبراهيم الزبيدي، في صحيفة العرب: "ألا يستحي أردوغان من الحديث عن عهود استعمار أجداده السلاطين العثمانيين الأسوأ من كل أنواع الاستعمار في التاريخ، وأكثرها إفقاراً لأهل البلاد التي يحتلونها، وأشد تتريكاً، وتجهيلاً ،وظلماً، وعدواناً، وهمجية".
وقال الزبيدي: "مؤكد جداً أن أحوال شعوب العراق، وإيران، وتركيا، وسوريا، واليمن، والبحرين، ولبنان، وفلسطين، ومصر، وتونس، وليبيا، كانت ستكون أجمل وأكثر أمناً وتقدماً وهيبة ورخاء لو لم يولد الخميني، وأردوغان".
وأضاف الكاتب "ألم يكتشف بعد أن أجيال العرب الجديدة المتفتحة تتطلع اليوم إلى دخول القرن الحادي والعشرين، ومشاركة العالم المتحضر قيم الحرية والكرامة والاستقلال، ورفض الاستعمار حتى لو جاء بعباءة الدين، وعلى أيدي الخلفاء الجدد المتخلفين؟".
ليبيا لن تسقط
وفي سياق متصل، قال جمال الكشكي، في صحيفة البيان الإماراتية، إن "الأتراك لا عهد لهم ولا ميثاق"، وأضاف "لا عهد لهم، ولا ميثاق.. التاريخ شاهد على خيانتهم الوعد.. مئات المؤتمرات والاتفاقيات التي نقضوها عبر أزمنتهم السوداء...العثمانلية الفاشية تناور بأفعال وتبدي مضطرة نيات إيجابية أمام القوى الدولية، وتطبق عكسها".
وأضاف أن أردوغان يتعامل مع ليبيا على أنها هدف استراتيجي ضمن ميراث أجداده. له مطامع اقتصادية وسياسية وعسكرية.
وقال: "بغض النظر عن نتائج ما يصبو إليه، فإن المسارات التي تأخذها أوهام السراج وأردوغان، من شأنها تأزيم وتفكيك الاستقرار في المنطقة".
وأكد الكاتب أن "المغالطات التي ساقتها تركيا، وحليفها رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، المنتهية صلاحيتها، منذ ديسمبر 2017 في مؤتمر موسكو، ومن بعدها برلين كان الهدف منها خداع المجتمع الدولي، وتمرير الأجندة التركية الإخوانية، وكسب الوقت في استغلال الهدنة لإرسال الميليشيات والعناصر الإرهابية إلى طرابلس، هذا فضلاً عن منح قبلة الحياة لاتفاقيتي السراج وأردوغان، بعد أن أقر العالم ببطلانهما".
ويُضيف الكاتب "وسط هذه التشابكات السياسية والميدانية، يزداد النهم التركي نحو توسيع تمركزات الميليشيات، والتنظيمات الإرهابية التي يظن الرئيس التركي أنه يستطيع استخدامها كورقة تهديد، حتى وإن توقفت التلويحات العسكرية. أما السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن.. فهو إلى أين يتجه مصير الدولة الليبية؟ وماذا بعد موسكو وبرلين؟".
ويجيب الكاتب ليؤكد أن الثابت هو أن "الجيش الوطني الليبي، والشعب الليبي بجميع قبائله وفئاته، لن يصمت، وهو يرى ليبيا تنهار أمام أعينه، مهما كلفه الأمر من تضحيات، وهذا ما لمسناه من توحد الشعب الليبي في مواجهة مرتزقة تركيا وميليشياتها المسلحة،. ليبيا لن تسقط مهما طال أمد المعركة. فالعدو هنا تنظيم إرهابي، وتاريخ الشعوب والدول يقول إنه لا يوجد تنظيم أو ميليشيات تهزم دولة".