شئون دولية

الثلاثاء - 21 يناير 2020 - الساعة 05:07 م بتوقيت اليمن ،،،

طرابلس

دحض تقرير أممي مزاعم إخوانية قطرية وتركية عن وجود "مرتزقة" من السودان يقاتلون إلى جانب الجيش الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، وذلك وسط معارضة أممية لإرسال قوات دولية إلى ليبيا في تطور يلفت حجم التعبئة والفبركات التي يسوقها جماعة الإخوان ضد الجيش بعد هزائمها في الميدان.

ويأتي نشر تقرير مجموعة الخبراء التابعين للأمم المتحدة بعد عقد مؤتمر برلين الذي بحث عن تسوية للأزمة الليبية، إضافة إلى وجود مزاعم إخوانية وقطرية عن وجود عناصر من قوات "الدعم السريع" السودانية في ليبيا.

وأكد التقرير الذي نشر الاثنين أن مجموعة الخبراء الأممين لم تجد "أدلّة موثوقاً بها" تؤكّد صحّة معلومات بشأن وجود قوات عسكرية سودانية تقاتل في ليبيا.

وكانت وسائل إعلام ليبية وقناة "الجزيرة" القطرية قد نشرت مزاعم عن وجود مئات من عناصر "قوات الدعم السريع" التي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي"، لكن نشر التقرير الأممي يؤكد وجود موجة تحريض واسعة على السلطات الجديدة في السودان بعد خسارة الإخوان للسلطة إثر الإطاحة بنظام عمر حسن البشير، بالتزامن مع التحريض على الجيش الليبي.

وقال التقرير إن مجموعة الخبراء "ليست لديها أيّ دليل موثوق به على وجود قوات الدعم السريع في ليبيا"، أكّد في الوقت نفسه أنّ الكثير من المقاتلين العرب المتحدّرين من دارفور، الإقليم الواقع في غرب السودان والغارق منذ 2003 في حرب أهلية، ومن تشاد المجاورة يقاتلون في ليبيا كأفراد "مرتزقة"، مشيراً إلى أنّ غالبية هؤلاء ينتمون إلى قبائل يتحدّر منها غالبية عناصر قوات الدعم السريع.

ويقاتل إلى جانب حكومة الوفاق في طرابلس مرتزقة سوريون جلبهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقابل إغراءات مالية للدفاع عن الميليشيات المسيطرة على العاصمة الليبية، وذلك في مساعيه للحفاظ على معقل مهم للإسلاميين في شمال أفريقيا.

ويطالب الجيش الليبي بضرورة إنهاء سطوة الميليشيات والجماعات الإرهابية على العاصمة طرابلس، كما رفض التوقيع على اتفاق موسكو الأخير من دون وجود بنود محددة تنزع سلاح الميليشيات وسطوتها.

والتقى المشير خليفة حفتر قائد الجيش، مساء الاثنين، بالسفير الأميركي في ليبيا ريتشارد رونالد الذي بحث معه مجريات الأزمة الليبية والحرب على الإرهاب والعصابات المسلحة، في وقت ترفض فيه الولايات المتحدة للتدخلات الخارجية التي بدأها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإرسال مقاتلين إلى ليبيا.




ومن جانبه، رفض المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة إرسال قوات دولية لحفظ سلام هناك، بعد دعوة من حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج والذي يسعى من خلال ذلك إلى الحفاظ على مكاسب الإسلاميين في طرابلس العاصمة بعد التقدم الكبير الميداني للجيش الليبي الذي استعاد السيطرة على مدينة سرت الاستراتيجية.

وقال سلامة في تصريحات لصحيفة "فيلت" الألمانية تنشره في طبعتها المطبوعة الأربعاء إنه "لا يوجد في ليبيا قبول لقوات أجنبية. لا أرى أيضا في المجتمع الدولي استعدادا لإرسال قوات.. لذلك فإنني لا أسعى إلى مثل هذه العملية العسكرية".

وذكر المبعوث الأممي أن الأهم هو أن يؤدي وقف إطلاق النار الحالي إلى هدنة دائمة، موضحا أنه ليس هناك ضرورة لإرسال جنود أمميين لهذا الغرض، بل يكفي فقط عدد صغير من المراقبين العسكريين.

كما أكد سلامة أهمية أن تتفق الأطراف المتنازعة في ليبيا على لجنة عسكرية مشتركة للتفاوض حول الهدنة، مضيفا أن اللجنة الدولية المشكلة حديثا لإجراءات المتابعة، التي تختص بمواصلة تنسيق العملية المبدوءة في برلين، ستجتمع للمرة الأولى في منتصف فبراير المقبل في العاصمة الألمانية، مشيرا إلى أنه من المرجح أن تتولى ألمانيا بالاشتراك مع مهمة الأمم المتحدة بشأن ليبيا قيادة الاجتماع.

يُذكر أن 16 دولة ومنظمة اتفقوا في برلين الأحد على تعزيز الجهود الدولية الرامية إلى مراقبة الحظر الأممي لتوريد أسلحة لليبيا المفروض منذ عام 2011، ووقف تقديم الدعم العسكري لأطراف الصراع.