اخبار وتقارير

الأربعاء - 22 يناير 2020 - الساعة 12:39 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن


الإدعاء القائل بان التحول اللافت الذي شهده خطاب الانتقالي عقب توقيعه اتفاق الرياض مع طرف الشرعية جاء حينها بمثابة الإنتكاسة المميتة او الإعلان الصريح عن فشل قياداته وإنحراف بوصلة المسار المعلن للمجلس كحامل للقضية الجنوبية اظنه يعد إدعاء قاصرا ومبيتا وربما يندرج في غالبه ضمن مناكفات التشهير والتشفي لاغير..فالخطاب جاء عقلانيا جدا ولم يات شعبويا لمن يفقه ولو نذرا يسيرا من امور السياسة حين عكس بوضوح الرغبة لدى المجلس بإعادة ترتيب علاقاته وسلم اولوياته المتعلقة بالعمل السياسي والديبلوماسي المتزن والمتماسك امام تحديات المرحلة الراهنة.
..فحديث اللواء عيدروس الزبيدي خلاله كان حديثا اكثر حصافة وادراكا لواقع اليوم وهو ما جعله يبدو خطابا مختلفا عن خطابات المنصات ذات الطابع العاطفي تلك المتكررة شعاراتها لسنوات دون فائدة تذكر ،لذا من الطبيعي ان يستدعي ذلك التحول المفاجئ كل ذلك الهجوم عليه باعتباره امرا يدعو للقلق والتوجس في خاطرة خصوم الانتقالي ..

..كما انه وبجميع الاحوال مهما اتفقت او اختلفت تلك الاصوات مع سياسات الانتقالي طيلة الفترة الماضية الا ان ذلك الامر لايجب ان يتحول الى مدخل للجدل والخلاف اكثر بين ابناء البيت الواحد..
ـ أليس بالإمكان إعتبار التطور الجديد في خطاب الانتقالي بمثابة النقلة النوعية والإيجابية في مسار العمل السياسي للمجلس وتصنيفه كتجربة حقيقية انتجت مكونا جنوبيا اكثر ادراكا ونضجا؟ بدلا من صنع مزيد من الثقوب في النسيج المجتمعي من خلال السير عكس ذلك في تأصيل الخلاف والشتات أعمق مما هو حاصل اليوم؟ خصوصا في ظل العجز الكامل والأداء المشوش لبقية المكونات الجنوبية حاليا !..

عموما ! وبنظرة أعمق في خطاب المجلس يمكن إعتبار ما حدث يومها إجراء ضروريا وتطورا كان لابد منه لضبط إيقاع الخط السياسي للانتقالي بما يتواكب مع توجهات التحالف ومتطلبات المرحلة القادمة، فالبنسبة لمكون جنوبي يمتلك حضورا جماهيريا هو الاوسع من بين مكونات جنوبية عدة سيكون هنا من الضروري البحث عن حضور سياسي قوي يمكنه من طرح قضيته وتحقيق اهدافه؛لذا فانه لا مفر حينذاك من الإذعان لقولبة الحلفاء ومحاولة تؤامة المصالح والجهود معهم بغية ضمان وإدراك ذلك الحضور السياسي اللازم .

فبغير إظهارك وإجادتك لمهارات الدهاء والمرونة السياسية يظل من الصعب حينها الحديث عن حظوظ وقدرات قد تمكنك من تحقيق مكاسب واستحقاقات سياسية ؛هكذا هو مضمار المعترك السياسي دائما حيث يظل سلوك التحول والتبدل للمواقف والمفردات عملا مباحا ضمن المتغير السياسي الراهن دون المساس بالثابت الوطني بطبيعة الحال.

كل ما على قيادات المجلس حاليا الى جانب تمسكها بتطبيق اتفاق الرياض هو استثمار الواقع الذي خلفه خطاب المكاشفة الاخير لرئيس المجلس جيدا وتحويله باتجاه فرقاء الداخل ليغدو كشعلة تزيح ضباب التباعد وحجة كافية تمهد لمزيد من التقارب خصوصا ممن يختلفون رأيا مع سياسات الانتقالي ومعلوم ايمانهم وولائهم للقضية الجنوبية ..
..هي فرصة نجاح حقيقية امام الجميع داخل وخارج المجلس عبر إستثمار خطاب الواقعية ذاك، وإعتبار منطوقه دعوة التقاء وتقارب وليس شماعة لمزيد من تخندقات الخطاب السياسي بين المكونات الجنوبية.

# من المهم جدا البحث عما يوحد ويقوي جبهتك الداخلية والاهم ايضا كيفية تحويل العثرات التي قابلتك الى مسارات انطلاق جديدة.