حالةمن الدهشة والسخط يعيشها اليمنيون عقب نشر وثائق رسمية للأمم المتحدة تتعلقبالبيانات المالية لمكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث وكذا البعثةالأممية في الحديدة برئاسة الجنرال ابريجيت جوها.
وتناولت مواقع التواصل الاجتماعي مساءاليوم الثلاثاء آراء حقوقيين وصحفيين وسياسيين حرصوا على التعبير عن استهجانهمواستنكارهم لاستغلال المكاتب والبعثات الأممية لأموال المانحين المخصصة للمحتاجينفي اليمن لاسيما مع حرص الأمم المتحدة على تذكير المجتمع الدولي في جميع تقاريرهابأن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وكشفت البيانات الأمميةأن الميزانيةالإدارية للبعثة السياسية لمكتب غريفيث لهذا العام والتي تبلغ 18 مليون دولارسنوياً خلافا لميزانية الأنشطة. فيما تبلغ صرفيات المكتب المتعلقة بالطيران ١.٣مليون دولار سنويا.
وقال عبدالله سلام الذي يعمل مديرا فيمؤسسة شركاء المستقبل للتنمية وحقوق الإنسان أن هذه الميزانية ستجعل مكتب المبعوثالأممي يعمل على استمرار الحرب حفاظاً على مخصصاتهم المالية الشهرية
وعن جدوى هذه النفقات وانعكاسها علىأرض الواقع لفتت الدكتورة أفراح الزوبة إلى أن تحليلا بسيطا لفعالية ميزانية مكتبالمبعوث الأممي سيتضح أنه مضيعة للمال من دون أي نتائج.. مطالبة الجهات المانحةبإعادة النظر في جميع هذه النفقات.
من جانبها حرصت الحقوقية منى لقمان علىالإشادة بـ"رشا جرهوم" رئيسة منظمة مبادرة "مسار السلام" التيكان لها قصب السبق بنشر هذه البيانات التي وصفتها بـ"الصادمة"؛ معبرةوبشدة عن خيبة أملها، مضيفة "الملايين يعانون في حين أن ميزانية المبعوثمبالغ فيها".
بدوره، اتهم الصحفي عبدالباسط الشاجعالأمم المتحدة بالعيش على الحروب والاسترزاق بمعاناة الشعوب.. وأضاف في معرض طرحهالحاد أن إشعال الحروب وتأجيج الصراعات أحد أدوار الأمم المتحدة.
وبينت الوثائق التي كشف عنها الغطاء أنإيجار السفينة لمقر بعثة الحديدة (أونمها)، بلغ 810,000 دولار بالشهر، ورغم ذلك"نادرا ما تتمكن البعثة من عقد لقاءات سلام بين وفدي الحكومةوالمليشيا"!! كما قال فيصل المجيدي عضو مجلس نقابة المحامين اليمنيين.
واختتم المجيدي تغريدته بالقول"كل هذه النفقات يقابلها نزيف دماء الشعب اليمني وثراء للعاملين بالبعثةالأممية.. هذا الامر سيجعلهم يتمسكون بالحوثي بل وعمل تمثال له".
وبينت الوثائق التي نشرت على مواقع "تويتر" قبل أنتتداولها مختلف وسائل الإعلام، أن ميزانيةبعثة الامم المتحدة في الحديدة (اونمها) بلغت العام الماضي 56 مليون دولار، بمعدلصرفيات شهرية تتراوح بين 2.4 - 4.6 مليون دولار.
واستعرض الناشط بسيم الجناني فيتغريدات عدة بعض تلك البيانات مؤكداً أن ميزانية بعثة الأمم المتحدة في الحديدة(أونمها) لم تحقق أي تقدم في تنفيذ اتفاق السويد، ومتهما من يوهم المجتمع الدوليبغير ذلك بالنفاق.
وعلق الصحفي صدام الكمالي على القضيةالمثارة إن الأرقام مرعبة تصرف في بلد يعيش أسوأ أزمة إنسانية على الإطلاق.. ومعصرف هذه المبالغ الضخمة، يتساءل الكمالي ما الذي حقق المبعوث الأممي على الأرض، فيأي ملف حقق اختراقاً أو نجاحاً يذكر؟!
ومن خلال رصد "وكالة 2ديسمبر" لتغريدات الحقوقيين والناشطين الغاضبين، فقد حملت أغلبها إشاراتللحساب الرسمي الخاص بالمبعوث الأممي على "تويتر" حرصا منهم أن تصلأصواتهم إلى مسامعه ليعلم حجم الغضب الشعبي العارم ممن كانوا يُتهمون في مناسباتعديدة بمحاباة الأمم المتحدة ومكاتبها نظير مصالح ضيقة.
من جانبه قال المحلل في الشؤون اليمنيةوالخليجية إبراهيم جلال إنه لمن المفيد ذكر هذه الميزانيات، مشيرا "إلى أنهمع كل هذه الأموال تم تجديد ولاية البعثة مرتين مع عد إحراز سوى تقدم ضئيل كما أنهبعد 16 شهرًا أصبحت اتفاقية ستوكهولم أقل أهمية".
من جانبها، شددت أفراح ناصر الباحثة معمنظمة هيومن رايتس ووتش شددت على أنه بعد الكشف عن هذه الميزانية إذا لم يصبح هذاخبار مستداما ولم تتم مساءلة غريفيث، فسنعلم من المتواطئ أيضاً باستغلال الحرب فياليمن. في إشارة فهمها رواد تواصل اجتماعي انه اتهام مبطن للأمم المتحدة.