منوعات

الخميس - 04 يونيو 2020 - الساعة 12:58 ص بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - الشرق الاوسط

مع بداية أزمة فيروس «كورونا» المستجد، المسبب لمرض «كوفيد - 19»، استعادت حكومات العالم تجارب الماضي، وأوصوا مواطنيهم بارتداء الكمامات، غير أن إرشادات منظمة الصحة العالمية كانت تعتبر هذا الإجراء «متشدداً».

وكانت توصيات المنظمة تستند حينها إلى المعلومات الضئيلة حينها عن قدرات الفيروس، ولكن ما أثبته لاحقاً من قدرات واسعة على الانتشار، دفع المنظمة إلى تحديث توصياتها، وقالت إن «من شأن ارتداء الكمامة الطبية أن يحد من انتشار (كوفيد – 19)».

ورغم تحديث المنظمة فإنه لا يزال هناك قطاع ليس بالقليل يتعامل مع تلك الأداة الوقائية باستهتار، وحذّرت دراسة كندية جديدة نشرتها دورية «لانسيت» الطبية من إهمال هذا السلوك، وفحصت الدراسة التي قادها باحثون من جامعة ماكماستر بمدينة هاملتون الكندية، ومستشفى سانت جوزيف للرعاية الصحية في نفس المدينة، 216 بحثاً علمياً، لجمع الأدلة حول أهمية «الكمامة» والابتعاد الجسدي، وشملت هذه الدراسات 25 ألفاً و697 مريضاً.

واتفقت الدراسة مع ما ذهبت إليه منظمة الصحة العالمية في أحدث توصياتها؛ حيث وجدت أن «التباعد الجسدي يأتي في مقدمة الأسباب التي تمنع انتشار الفيروس، وخلصت أن انتقال الفيروسات أقل مع التباعد الجسدي لمتر واحد أو أكثر، مقارنة بمسافة أقل من متر واحد، كما وجدت أن استخدام الكمامة يؤدي إلى انخفاض كبير في خطر الإصابة بالعدوى».

ومن جانبه، يشرح د. محمود شحاتة، الباحث بقسم الفيروسات بالمركز القومي للبحوث في مصر، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «حتى تكون الكمامة مفيدة، توجد عدة ضوابط، منها ارتداؤها في المنزل قبل النزول للشارع، ويسبقها غسل اليدين جيداً، وتجنب لمس الجزء الخارجي منها منعاً للعدوي، واللجوء لتعقيم اليد، وأخيراً يجب أن يتم يتخلص منها بعد الاستخدام لمرة واحدة فقط».

وتتباين الكمامات في أداء وظيفة منع العدوى، وفقاً لمدى ملائمة تصميمها لحجم فيروس «كورونا» المستجد؛ حيث يبلغ حجم الفيروس أقل من 0.2 ميكرومتر، وهذا يجعله قادراً على النفاذ من خلال كثير من الأقنعة المتداولة في الأسواق، كما يؤكد شحاتة، مشيراً إلى أن «القناع الأمثل هو القناع المسمى (N - 95) حيث لا توجد به أي فراغات تسمح بنفاذ الفيروس، وتليه الأقنعة الجراحية ذات الاستخدام الواحد؛ حيث يمكن أن تسمح الفراغات الموجودة بها بنفاذ الفيروس، ولكن لأنه يكون محملاً على أشياء من جزيئات الأتربة، فلا تسمح حجم هذه الجزيئات بنفاذه، وأقل الأقنعة هي أقنعة القماش، ولكن استخدامها أفضل من لا شيء».