شئون دولية

الأربعاء - 08 يوليه 2020 - الساعة 11:13 ص بتوقيت اليمن ،،،

باريس

بات تراجع الدور الأوروبي في ليبيا، موضع جدل كبير داخل الأوساط السياسية، لما يمثله من خطورة على الأمن الأوروبي، ومصالح القارة العجوز في ليبيا وشمال أفريقيا، وأمن وسيادة دول أوروبية عضو في الاتحاد الأوروبي، مثل اليونان وقبرص، جميعها أزمات مصدرها تركيا وأطماع رئيسها، رجب أردوغان، في المنطقة، وهو ما وصفه سياسيون أوروبيون بـ «العبث العسكري والسياسي» المتمادي، نتيجة تباين مواقف الدول الأوروبية، بشأن وجهات النظر.

والتنافس على المصالح الاقتصادية والأمنية في ليبيا، ما جعل الأوروبيين في موقف «متراخٍ» أمام مطامع «السلطان العثماني الجديد»، وبات أمن واستقرار أوروبا في خطر، ما يحتم على دول التكتل الأوروبي، التحرك في طريق مغاير لإعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا والمنطقة، وحماية الحدود الأوروبية الجنوبية والغربية من «العبث الأردوغاني».

وقال، إبراهام هورست، الأمين العام المساعد للجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، بالحزب اليساري الألماني «دي لينكه»، إن الأوروبيين فقدوا المبادرة في ليبيا منذ أكثر من عام، نتيجة «تباين المواقف»، وعدم الوقوف صفاً واحداً.

ففرنسا وإيطاليا منذ سنوات، على طرفي نقيض من الأزمة الليبية، وألمانيا واقعة تحت ضغط داخلي، بسبب الكتلة «الألمانية من أصول تركية»، التي تمثل ضغطاً على الإدارة الألمانية، أما بريطانيا، فموقفها باهت، وهذه المواقف، أفسحت المجال لتركيا لكي تبسط نفوذها في ليبيا، في تحدٍ واضح للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ولأوروبا وكافة القوى الدولية، وقد عاينا اجتماع تركيا وروسيا لتحديد مصير ليبيا، دون أي حضور أوروبي.

وهي رسالة كان يجب ألا تمر دون موقف أوروبي واضح، واستمرار هذا الوضع، يعني أن أوروبا بالكامل باتت في مرمى المرتزقة، الذين تحركهم تركيا، للضغط على أوروبا، من أجل التغاضي عن انتهاكات تركيا في شرق المتوسط، وعدم التصدي لمطامع تركيا في المنطقة بالكامل، والطموح الأردوغاني في بسط النفوذ على شمال أفريقيا تحديداً، بما يهدد الأمن والاستقرار الدولي، ومصالح الجميع في المنطقة.

خيار واحد

وأكد، جان ليون لاتيور، أستاذ السياسة بجامعة باريس1، أن أوروبا باتت الآن أمام خيار واحد، وهو توحيد المواقف خلف الأمم المتحدة، ومساعي فرنسا والقاهرة وبرلين وروما، لفرض الحل السياسي في ليبيا، وإخراج جميع القوى الأجنبية من البلاد، وعلى رأسها تركيا، وجمع السلاح المنتشر في يد الميليشيات والعناصر الإرهابية، التي تمثل تهديداً لدول الجوار ودول أوروبا.

وهذا الأمر لن يحدث إلا بموقف أوروبي موحد، أراه الآن بدأ يتشكل، بمساعٍ فرنسية ودعم عربي، وخطوات أممية ناجعة، مدعومة بالقوى الأوروبية، لفرض الحل السياسي في ليبيا، بعد إجبار تركيا «وفق القانون الدولي»، على التراجع عن تدخلاتها السافرة في ليبيا، وترك الحل «ليبي- ليبي» برعاية الأمم المتحدة.

بدوره، أشار، فانجيليس بوسدكوس، مستشار وزير الخارجية اليوناني للعلاقات الدولية، إلى أن الحديث الأوروبي الآن حول التراخي الأوروبي في مواجهة «أطماع السلطان العثماني الجديد»، يصب في طريق تشكيل قوة أوروبية موحدة، هدفها مواجهة الإرهاب القادم من الجنوب – ليبيا- والذي يجيد أردوغان اللعب بورقته، كما يجيد اللعب بورقة اللاجئين للضغط على أوروبا، المصلحة المشتركة لدول الاتحاد الأوروبي الآن، باتت مواجهة «المطامع التركية».

والمخاطر المؤكدة التي يسعى أردوغان لتسليطها على رقبة أوروبا، من أجل توسيع نفوذه في شمال أفريقيا، والاستيلاء على الثروات الطبيعية في شرق المتوسط، لذلك، يجب على الكتلة الأوروبية، الضغط لاستصدار قرارات حاسمة من مجلس الأمن، ضد سجل الانتهاكات التركية المتخم، وأيضاً موقف واضح من جانب قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وهي مرحلة «تقليم أظافر»، لن يكون أمام تركيا بعدها إلا التراجع، أو المواجهة العسكرية.