شئون دولية

السبت - 08 أغسطس 2020 - الساعة 11:31 م بتوقيت اليمن ،،،

بيروت

أظهرت لقطات تلفزيونية قيام محتجين لبنانيين باقتحام مباني وزارات حكومية في بيروت ومبنى جمعية مصارف لبنان السبت في حين سُمع دوي إطلاق نار في الاحتجاجات المتصاعدة على الانفجار المدمر الذي وقع بالمدينة الثلاثاء.
وقال متحدث باسم الشرطة إن شرطيا لقي حتفه خلال اشتباكات مع المتظاهرين. وقال شرطي في الموقع إنه توفي عندما سقط في فتحة مصعد بمبنى مجاور بعد أن طارده محتجون.
واقتحمت مجموعة من المتظاهرين بينهم عسكريون متقاعدون السبت مقر وزارة الخارجية في محلة الأشرفية في شرق بيروت، معلنين اتخاذه "مقراً للثورة". قبل ان تخرجهم عناصر الجيش اللبناني لاحقا.
وضمت المجموعة نحو مئتي متظاهر اقتحموا باحة الوزارة ثم مبناها، حيث انتزعوا صورة لرئيس الجمهورية ميشال عون واقدموا على حرقها في الخارج أمام عدسات وسائل الاعلام.
ورفع المتظاهرون على مبنى الوزارة التي لم تسلم من تداعيات انفجار مرفأ بيروت الذي اودى بحياة حوالي 160 شخصا واصاب الالاف بجروح الثلاثاء، لافتتين على الواجهة الخارجية، الأولى تحمل قبضة الثورة مع شعار "بيروت عاصمة الثورة" والثانية تحمل عبارة "بيروت مدينة منزوعة السلاح".
وقال المتحدث باسم المجموعة "لسنا ضد شخص بعينه.. بل ضد منظومة دمّرت البلد وأفقرته".

وسمع دوي إطلاق نار في موقع المظاهرات بوسط بيروت السبت وأكدت الشرطة إنه تم إطلاق رصاص.
وأظهرت لقطات مباشرة على قنوات تلفزيون محلية عدة أشخاص وأجسادهم ملطخة بالدماء بفعل الطلقات المطاطية في حين كانت الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين يحاولون اقتحام ساحة البرلمان.
وقال متحدث باسم الشرطة إن شرطيا لبنانيا لقي حتفه خلال اشتباكات مع المتظاهرين بوسط بيروت السبت.
وذكر شهود إن حريقا شب في شاحنة في ساحة رئيسية بوسط بيروت حيث تجمع محتجون للمطالبة بإسقاط النخبة الحاكمة والحكومة بلبنان بعد التفجير الذي وقع يوم الثلاثاء.
وشبت عدة حرائق أصغر بجوار منطقة الاحتجاج.
 وذكر الصليب الأحمر اللبناني في تغريدة على تويتر ان 238 شخصا أصيبوا خلال المظاهرات في وسط بيروت السبت احتجاجا على الانفجار الضخم الذي وقع يوم الثلاثاء ونُقل العشرات الى المستشفيات.
وقالت السفارة الاميركية في بيروت إن الحكومة الاميركية تدعم حق المتظاهرين اللبنانيين في "الاحتجاج السلمي" وتحث الجميع على تجنب العنف.
وأضافت السفارة أيضا على تويتر أن الشعب اللبناني "يستحق زعماء يستمعون له ويغيرون نهجهم للاستجابة للمطالب الشعبية بالشفافية والمحاسبة".
وقال المكتب الإعلامي لوزارة الصحة اللبنانية إن عدد قتلى الانفجار الهائل الذي وقع بمرفأ بيروت يوم الثلاثاء ارتفع إلى 158 قتيلا. وأضاف أن عدد المصابين يتجاوز ستة آلاف مصاب ولا يزال هناك 21 مفقودا.
ووعدت الحكومة بمحاسبة المسؤولين عن الانفجار. لكن قليلا من اللبنانيين يثقون في ذلك. ونصب البعض مشانق مثبتة على قوائم خشبية كتحذير للزعماء اللبنانيين.
ورفع محتجون لافتات خيّرت إحداها المسؤولين بين الاستقالة والشنق.
وأطلقت الشرطة عشرات من عبوات الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين أضرموا النار ورشقوا الجنود بالحجارة.
ويشعر بعض السكان، الذين يواجهون صعوبات لإعادة بيوتهم المدمرة إلى حالها، أن الدولة التي يعتبرونها فاسدة خذلتهم مرة أخرى. وخرجت احتجاجات لأشهر قبل كارثة الأسبوع الماضي اعتراضا على الطريقة التي تعالج بها الحكومة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.
وقال مسؤولون إن الانفجار ربما تسبب في خسائر تصل إلى 15 مليار دولار وهذه فاتورة لا يستطيع لبنان تحملها بعد أن تخلف بالفعل عن سداد ديون تتجاوز نسبتها 150 بالمئة من الناتج الاقتصادي وفي ظل جمود محادثاته مع صندوق النقد الدولي.
سارعت فرنسا ودول أخرى لإرسال مساعدات طارئة إلى لبنان شملت أطباء وأطنانا من المعدات الطبية والأغذية. ودمر الانفجار الصومعة الكبيرة الوحيدة للحبوب في البلاد وتساعد وكالات تابعة للأمم المتحدة في تقديم مساعدات طبية وغذائية عاجلة.