اخبار وتقارير

الإثنين - 18 يناير 2021 - الساعة 10:33 م بتوقيت اليمن ،،،

وكالات

منظمة حقوقية يمنية.. جرائم الحوثي في "الحيمة" تتجاوز الخطوط الحمراء
في ظل مواصلة ميليشيا "الحوثي" المدعومًا إيرانيًا لانتهاكاتها ضد اليمنيين، طالبت منظمة "رايتس رادار" لحقوق الإنسان في اليمن بالتدخل العاجل لوضع حد للمأساة التي يعيشها سكان قرى منطقة "الحيمة" شمال شرقي مدينة تعز.
وقالت المنظمة الحقوقية اليمنية: "إنها رصدت معلومات تفيد بأن عدداً من قرى منطقتي الحيمة العليا والسفلى ما تزال لليوم العاشر على التوالي تحت طائلة حملة عسكرية تنفذها ميليشيات الحوثي ضد المدنيين، المعارضين لها هناك الذين يرفضون الخضوع لسلطتها القمعية".
ونقلت، في بيان لها عن شهود عيان قولهم: "إن ميليشيا الحوثي نفذت حصاراً لأيام حول القرى المستهدفة، قبل أن تقتحمها بحوالي 70 عربة عسكرية ترافقها مدرعات ومصفحات، بالتزامن مع قصف كثيف بمدافع متوسطة وثقيلة".
وأشارت المنظمة إلى رصد عدد من المدرعات اجتاحت قرى الحيمة والمنزل والخزيعة والخمس والسائلة والشقب، إضافة لاقتحام قرى قياض والمقهن والمقرن وقرية وادي الذراع، ونصبوا عدداً من نقاط التفتيش، على الطرق والمنافذ المؤدية إلى القرى المذكورة لتضييق الخناق على الأهالي، وجعلهم في حكم المحاصرين كلياً، الأمر الذي حرمهم حتى من حق النزوح.
وأفادت "رايتس رادار" بأن الانقلابيين استهدفوا بمختلف الأعيرة النارية والقذائف المدفعية وبشكل عشوائي قرى المقرن وقياض والمقهن وقرية وادي الذراع، وهو ما أسفر عن مقتل 8 مدنيين، بينهم امرأتان وطفلان، وجرح أكثر من 25 آخرين.
كما أن المسلحين "الحوثيين" شنوا حملات مداهمة لقرى منطقتي الحيمة العليا والسفلى، واقتحموا خلالها أكثر من 105 منازل واختطفوا حوالي 150 مدنياً، تم التأكد من 65 منهم حتى الآن، بينهم 5 أطفال، حيث تم نقل بعضهم إلى سجون جماعة الحوثي في مدينة الصالح، شرق مدينة تعز.
وقال بعض الأهالي: "إن حملة المداهمة تسببت في تهجير حوالي 30 أسرة وتعرض 9 منازل للنهب والسطو وإتلاف المحتويات، كما أُحرق ثلاثة منها، فضلاً عما لحق بعشرات المنازل من دمار كبير جراء القصف العشوائي والمباشر، والتي تم التأكد من 17 منزلاً منها على الأقل".
وأكد الأهالي أن مسلحي الحوثي تمركزوا في 3 مدارس هي مدارس الحيمة ووادي عريق والمجد، والأخيرة تم احتجاز الكثير من المختطفين فيها وجعلوا منها سجوناً خاصة، بينما اتخذوا من بعض بيوت قرية السايلة متارس وتمركزوا فيها، الأمر الذي جعل من سكانها في حكم الدروع البشرية.
وأوضحوا أن مسلحين "حوثيين" أجبروا بعض أبناء الحيمة على تسجيل إفادات مصورة ينكرون فيها تحت تهديد السلاح ما تعرضت له قراهم، وما شهدوه من أعمال قتل وتنكيل.
وحصلت "رايتس رادار" على توثيقات تؤكد ارتكاب مقاتلي جماعة "الحوثي" لعمليات قتل وتنكيل بحق مواطنين من أبناء الحيمة ممن حاولوا التصدي للحملة "الحوثية"، بينما أظهرت بعض الصور جثثاً مشنوقة على إحدى الأشجار لضحايا آخرين.
وقالت المنظمة: "إن واقع الحال في قرى الحيمة بتعز يشير لمأساة حقيقية، وانتهاكات ترقى لجرائم حرب، تحقق فيها الانتهاك الواضح لمبادئ وقيم القانون الإنساني الدولي، التي توجب حفظ كرامة الإنسان حياً وميتاً، ناهيك عن كون الضحايا مدنيين عزّلاً".
وطالبت "رايتس رادار" جماعة "الحوثي" بوضع حدٍ لما يرتكبه مسلحوها بحق المدنيين العزّل، لاسيما أن مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم وتعرّض مرتكبيها للمساءلة القانونية محلياً ودولياً.
وتقوم ميليشيا الحوثي منذ أواخر الاسبوع الماضي باستباحة قرى الحيمة شمال تعز بعد حصارها على مدى أربعة أيام واقتحامها بأكثر من 60 طقماً ومدرعات مصفحة ودبابات ومدافع متوسطة، في ظل رفض متعمد من المنظمات الدولية والأمم المتحدة التدخل الإنساني لإنقاذ السكان من جرائم حرب مروعة.
وأكد مركز تعز الحقوقي أن الحملة الحوثية ارتكبت مجازر وحشية على مرأى من العالم، وأن سكان وآهلي الحيمة بتعز استنفذوا كل السبل في إيصال مناشداتهم واستغاثاتهم.
وتواصل ميليشيا الحوثي ملاحقة الأسر التي شردتها قذائف القصف العشوائي، وتطارد السكان في منطقة الزواقر والقرى المجاورة.
بدوره حذر وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، من "جرائم إبادة جماعية ترتكبها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران بحق أبناء قرية الحيمة بعد ثلاثة أيام من القصف البربري على منازل المواطنين ومزارعهم باستخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في ظل تعتيم إعلامي" .
وأفاد الإرياني في سلسلة تغريدات على صفحته بموقع تويتر، أن المعلومات الواردة من ‎قرية الحيمة التي تفرض ميليشيا الحوثي عليها حصارا محكما تؤكد تنفيذ الميليشيات عمليات مداهمة لجميع المنازل في المنطقة وتدمير ثلاثة عشر منزلا وإحراق ثلاثة.

وأرفق في تغريداته مقطع فيديو يوضح تنكيل ميليشيا الحوثي بجثث المدنيين بعد قتلهم.
وأشار وزير الإعلام اليمني، إلى أن ميليشيا الحوثي ترتكب هذه الجرائم والانتهاكات التي فاقت في فظاعتها "الجماعات الإرهابية" في ظل صمت مطبق من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان التي تنصلت عن مسؤولياتها القانونية والإنسانية والأخلاقية في وضع حد لجرائم الحوثي ووقف نزيف الدم اليمني.
ودعا المجتمع الدولي إلى دعم جهود الدولة والشعب اليمني لاستعادة الأمن والاستقرار، وسرعة العمل على إدراج ميليشيا الحوثي ضمن "قوائم الإرهاب".