جرائم وانتهاكات

الإثنين - 03 مايو 2021 - الساعة 09:02 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - الحديدة




أسرة أُخرى تتوشَّح حياتها بالسَّواد؛ في محافظة الحديدة بالساحل الغربي اليمني، على إثر ألغام المليشيات الحوثية؛ أسرة أُخرى مكوّنة من زوجة باتت أرملة بفقد زوجها، وطفلينِ باتا يتيمينِ بققد أبيهما، صار التشريد والمعاناة مصيرها، دونما مأوى لهم أو غذاء.

المواطن: (قاسم يحيى غالب)؛ من أبناء قرية (الحيمي) في (حَيْس)، متزوج ولديه طفلان: ولد وبنت.
بيتما كان (قاسم) يحمل الخضروات على متن دراجته النارية ويجوب بها مناطق (حيس)، متجوِّلًا بدراجته في الأحياء والأزقة؛ بحثًا عمّن يشتري بضاعته، ليعود إلى منزله وأطفاله بالمردود الزهيد العائد من عمله في بيع الخضروات؛ مصدر دخله الوحيد الذي يقتات منه أطفاله.

ومنذ ثلاثة أعوامٍ، كان (قاسم) في طريق عودته على متن دراجته النارية، في قريته الحيمي، ولكن لغمًا من مخلَّفات مليشيات الحوثيِّ حال دون وصوله إلى منزله والعودة إلى أهله بما كسبه طيلة يومه، فقد انفجر به اللُّغم وقطّع جسده أشلاء متناثرة، وكان الموت نتيجة حتمية لقاسم من قوّة الانفجار، ومن هول الموقف لم يستطع أحد من المواطنين الذين سمعوا انفجار اللُّغم ورأوا الأشلاء متناثرة هنا وهناك أن يلملم بقايا الجسد الممزق في العراء؛ إذ كانت الأشلاء على خط النار!

تتحدث (فاطمة خادم محمد مشعل)؛ زوجة (قاسم) بنبرةٍ حزينة قائلة: لم يبقَ لنا أحدٌ، كان زوجي يعولنا وينفق علينا من بيع الخضروات، ولكن فقدانه إثر انفجار لغم من ألغام مليشيات الحوثي الإجرامية.

وتتسآل (فاطمة)؛ بلهجة تملؤها الحيرة: لدي طفلان: ولد وبنت، ولا نملك أيَّ شيء، ولا أحد في الدنيا يعولنا، أو يقدِّم لنا حتّى أقلّ مقومات الحياة العادية الضرورية، وقد ازدادت أوضاعنا المعيشة سوء بعد موت زوجي.