جرائم وانتهاكات

السبت - 01 نوفمبر 2025 - الساعة 08:27 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل أ/ مطيع.سعيدسعيدالمخلافي

تحولت العاصمة اليمنية صنعاء، الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي منذ سنوات، إلى غابة من الوحوش البشرية التي لا تتوارع عن ارتكاب أبشع الجرائم بحق المواطنين العزل، حتى النساء اللاتي كن آخر خطوط الأمان في مجتمع عُرف يوماً بالمروءة والنخوة.

ففي ظل الانفلات الأمني المتفاقم، تتوسع يوماً بعد يوم دائرة الفوضى والعبث والإجرام التي ترعاها وتغذيها الميليشيات الحوثية، لتشمل كل مجالات الحياة، من مؤسسات الدولة المنهوبة، إلى الأسواق والشوارع التي غدت ساحةً مفتوحة للإعتداء والاختطاف والقتل والنهب دون رادع أو قانون.

تمارس الميليشيات الحوثية والعصابات المستفيدة من حكمها جرائم القتل والاختطاف والتعذيب والاعتقال والسطو المسلح بشكل يومي ضد النساء والأطفال والموظفين والإعلاميين والسياسيين والتجار والمواطنين العاديين. دون تميز بين رجل أو امرأة، بين مدني أو اكاديمي.

فلا يمر يوم إلا وتسجل العاصمة المختطفة صنعاء جريمة جديدة تضاف إلى سجل أسود يزداد قتامة، في ظل غياب تام للقانون والعدالة.
إلى جانب العنف والقمع والترهيب، تنتهج الميليشيات سياسة التجويع الممنهج بحق السكان، عبر قطع رواتب الموظفين منذ سنوات، وفرض الإتاوات على التجار والمصارف والشركات، ومصادرة أموال المعارضين.

هذه السياسة القاسية فاقمت معاناة المواطنين، وأشعلت موجة من الجرائم والانفلات الأمني، بعدما دفعت الآلاف إلى الجوع واليأس.
وقد جاءت جريمة مقتل الدكتورة وفاء المخلافي يوم الجمعة الماضية لتكشف عمق الإنفلات والانحدار الأمني والإنساني الذي بلغته هذه الميليشيات التي لا تعرف حرمة للدماء ولا قدسية للمرأة.

فقد قُتلت الدكتورة المخلافي بطريقة وحشية وبشعة هزّت الرأي العام، لتكون واحدة من عشرات النساء اللاتي سقطن ضحايا الإنفلات الأمني الذي تعيشة العاصمة المختطفة.
جريمة الدكتورة وفاء ليست استثناءً، بل صورة مصغرة لمشهد الرعب اليومي الذي تعيشه المرأة اليمنية في مناطق سيطرة المليشيات.