كتابات وآراء


السبت - 14 مايو 2022 - الساعة 01:26 ص

كُتب بواسطة : أمين الوائلي - ارشيف الكاتب



بوسعي أن أتفهم مقولة "حرصا على.." ؛ أي حاجة.. حتى على مشاعر مبعوث اليو إن و مبعوث واشنطن.
لكن هذا لا يغير شيئا في حقيقة أن الشرعية تتشارك صلاحيات مركزها السيادي مع الحوثي عن طيب خاطر.
أما التذرع ب"مؤقتا" و"لا تتحمل مسؤولية بيانات الجوازات"،
فإنه لا يقال من فراغ "عذر أقبح من ذنب"،
وليتهم سكتوا.

***
إذا جاز تمرير التنازل المرير، سواء بمراعاة الأعذار الأكثر مرارة أو بدونها- فالتنازل لا يُبرر بأقل حجية من قيمته ومقابله ولو رمزيا حتى وأيسر كلفة.
فهل يجوز التساؤل: لماذا التنازلات المذلة من نصيب الشرعية في سائر المواسم ولا يقابلها اشتراط رمزي حتى من قبيل رفع طربال بشارع الحوبان؟!

***
يقول تبرير الوزير بن مبارك (لجوازات الحوثي)، علاوة على مؤقت وأسباب إنسانية، إنها رسالة لأبناء شعبنا تحت سيطرة الحوثي...
ويقول أبناء شعبنا الذين يحاصرهم الحوثي، ألا يستحقون ولو بالتبعية رسالة (تفتصي إنسانية) كفتح شارع مثلا، يفرضها اتفاق الهدنة، وتوفرون بها شيئا من حرج أو ماء وجه؟!

***
نزولا عند رغبة غروندبرغ، تنازلت الشرعية أمس عن "حقها السيادي الحصري" كما كانت تصفه حتى أمس الأول، وقبلت أن تتشاركه مع الحوثي "لأسباب إنسانية" قال وزير السيدة سيادة.
ونزولا عند تنازل الشرعية شدد الحوثي بالمدفعية على تعز وقتل طفلا في الثامنة وربما لحق به أبواه (لأسباب لا إنسانية)!

***
التنازلات اسمها تنازلات، رغم أنف الناس الخِيَب اللي يسموها ذكاء وحكمة.
توقفوا عن تجميل الضعف.
ومع الاعتذار من البردوني،
هذا ليس مقام:
"حبذي بعض ما يرون، تغابي
فالتغابي يُرضي الغباء الحقيقي"
وبدون اعتذار لاجتهادات تبييض الفحم،
بل مقام:
"كي لا تخافي باطشاً
بضَعفِ نفسك ابطشي"

المقال من صفحة الكاتب بالفيس بوك