كتابات وآراء


الإثنين - 30 مايو 2022 - الساعة 06:31 م

كُتب بواسطة : عبدالله الاعجم - ارشيف الكاتب



عرفته منذ البداية صافي الطوية صادق النية بهي الطلعة كثير المنفعة قمة في الاخلاق والآداب ومذهل لأولي النهى والالباب
ومع انني سافرت معه مئات الكيلوهات برا ومثلها وأكثر بحرا ومثلها وأكثر جوا بحثا عن الحرية وتنقيبا عن الكرامة في وطن انتهك فيه كل شيء جميل
الا أنني لم اركز عليه كثيرا ولم اتنبه له الا في ذات صباح وهو يقعد بجانبي في محاضرة حول نزع الالغام في «كلية الشيخ زايد »في دولة الامارات .
عجبت من ذلك الشغف وكثرة النقاش والاسئلة من طفل لاتكاد ان تراه في ملابسه لصغر سنه وحجمه
وعند العودة تعمدت أن اجلس بجانبه في السيارة لأسأله عدة أسئلة
قلت له يا اخي تشوف هذه المجموعة م̷ـــِن المقاتلين بالمئات لايوجد بيننا احد اصغر منك أنت صغير جدا ولكن انصدمت من جوابه
الذي ادخلني في دوامة احراج حتى تمنيت انني لم اسأله ابدا قال نعم انا صغير ولكن الوطن اكبر مِڼـّي ومنك ومن اي احد ولو قال هذا انا صغير مايصلح ادافع عن وطني وهذا قال انا شيبه لم ادافع عن وطني من سيحمي الوطن ومن سيدافع عن الوطن
وبعد ان عدنا الى ارض الوطن صدمنا جميعا بتفانيه الكبير وصبره المرير في خدمة هذا التراب الطاهر والشعب الصابر واختار اصعب الطرق واخوفها وهو طريق نزع الالغام وهو يرى بأم عينيه ان كثيرا م̷ـــِْن رفاقنا الذين كانوا معنا وعملوا في نفس المجال تخطفتهم العبوات والالغام ولكنه باسرار عظيم وهمة اعظم تجاوز كل التحديات وأسس فريقا بل وفرقا لنزع الالغام بل لٱ يكاد ان يتقدم جيش أو تفتتح طريق الا والمهندس الكبير/سامي حيمد في مقدمته

اي انسان يشك في جسم غريب في بيته او في مزرعته او شارعه او في البحر او في البر لٱ يتبادر إلى ذهنه قبل اي شيء الا ان يستدعي المهندس العملاق /سامي حيمد
لٱ أكاد ان افتح قناة او ادخل موقع او اطالع جروب يتحدث عن مأساة الالغام ونزعها من طريق المدنين في تهامة الا وأجد في مطلع الخبر جملة اعتاد الجميع على سماعها (قام الاخ المهندس سامي حيمد) بنزع مجموعة من الالغام على مداخل مدينة كذا وكذا او في مدرسة كذا وكذا أو في مسجد كذا وكذا

سامي حيمد أصبح جبهة كبرى بفرده توازي كل الجبهات واصبح جيشا كاملا يفوق كل الجيوش
ولم يكتف بذلك فحسب بل استمر في التأهيل والتدريب وأهل كثيرا من الشباب لنفس المهمة حتى اصبح قائدا على كثير من الفرق ومستشارا أمينا لكل المهندسين
ولم يقف عند ذلك بل سعى في جمع معرض لصور ضحايا الالغام وابراز قضاياهم لدول العالم كمظلومية كبرى لها أولويتها وحقوقها

سامي حيمد ليس ككل السوامي لٱ يحب الظهور ويكره الاضواء ويبغض المدح والثناء ويكره السمعة والرياء ويعمل لوجه الله صامتا

سامي حيمد أبشرك أنت ياحبيبي انك حبيب الجميع وليس طرفا مع اي أحد من المتحاربين لأنك مبعوث الانسانية ورحمة من رب العالمين واذكرك بقول نبيك الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم

( لَقدْ رَأيْتُ رَجُلاً يَتَقَلَّبُ في الجَنَّةِ في شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَرِيقِ كَانَتْ تُؤذِي المُسْلِمِينَ )

أسأل الله ان يحفظك وان يبارك فيك وان يدفع عنك كل سوء ومكروه انه جواد كريم

* المقال منقول من صفحة الكاتب بالفيس بوك