شئون دولية

الثلاثاء - 07 فبراير 2023 - الساعة 07:02 م بتوقيت اليمن ،،،

موسكو

يشهد شرق أوكرانيا معارك ضارية مستمرة منذ شهور، حيث من المتوقع أن تدفع روسيا بتعزيزات ضخمة لقواتها وسط أنباء عن اقتراب شن موسكو لهجوم جديد ابتداء من الأسبوع المقبل.

وتتوقع أوكرانيا أن تشن روسيا هجوماً كبيراً لأسباب "رمزية" مع اقتراب الذكرى السنوية للغزو في 24 فبراير(شباط) الجاري، كما تخطط كييف لشن هجوم مضاد في الربيع أيضاً بهدف استعادة الأراضي المفقودة من قبل القوات الروسية، بانتظار تنفيذ الغرب لوعوده المتعلق بتسليم الصواريخ والدبابات القتالية.



احتياطات روسية

وقال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي جايداي للتلفزيون الأوكراني: "نشهد نشر المزيد والمزيد من الاحتياطيات (الروسية) في اتجاهنا، ونشهد إدخال المزيد من العتاد"، وأضاف "إنهم يجلبون ذخيرة تُستخدم بشكل مختلف عن ذي قبل- لم يعد هناك قصف على مدار الساعة. بدأوا يوفرون (جهدهم) استعداداً لهجوم واسع النطاق. سيستغرق الأمر على الأرجح 10 أيام لحشد الاحتياطيات، وبعد 15 فبراير(شباط) الجاري نتوقع (هذا الهجوم) في أي وقت".

وأفاد تحديث مخابراتي بريطاني اليوم الثلاثاء، أن الجيش الروسي حاول على الأرجح استئناف العمليات الهجومية الرئيسية في أوكرانيا في أوائل يناير(كانون الثاني) الماضي، بهدف الاستيلاء على الأجزاء التي تسيطر عليها أوكرانيا من دونيتسك، وأضاف أنه لا يزال مستبعداً أن تتمكن روسيا من حشد القوات اللازمة للتأثير بشكل كبير على نتيجة الحرب في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.

وفي غضون ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن تغيير العسكريين على الحدود وخط المواجهة سيعزز الجهود العسكرية لأوكرانيا، وسط حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل وزير دفاعه، في الوقت الذي تتقدم فيه روسيا في الشرق لأول مرة منذ 6 أشهر.



أسلحة جديدة

وبدوره، صرح مصدر مطلع لوكالة سبوتينك الروسية، بأن موسكو رفعت حجم إنتاج قذائف المدفعية الصاروخية "كراسنوبول"، لتلبية احتياجات العملية العسكرية الخاصة، مؤكداً أنها قادرة على تدمير دبابات "أبرامز" و"ليوبارد" بشكل فعال.

وقال: "في عام 2022، زادت مؤسسات الدفاع الروسية إنتاج قذائف المدفعية الموجهة عالية الدقة من طراز كراسنوبول من عيار 152 مليمتر للمدافع الذاتية"، وأضاف أن وتيرة إنتاج قذائف المدفعية الموجهة هذا العام ستزداد أكثر.

وأوضح أن "الدقة العالية لقذائف كراسنوبول تجعل من الممكن إصابة أهداف معادية صغيرة الحجم، بما في ذلك الأهداف المتنقلة، على سبيل المثال، الدبابات، والتي أثبتت ذلك مراراً وتكراراً في ظروف القتال في الممارسة العملية". وعلى وجه الخصوص، يمكن استخدام هذه القذائف بنجاح في مواجهة دبابات "أبرامز" ودبابات "ليوبارد" التابعة لحلف الناتو.



كييف تقاوم

وفي سياق متصل، وأوضح زيلينسكي أن القوات الأوكرانية في مدينة باخموت شرقي البلاد، تواصل مقاومة الهجمات الروسية المستمرة، وتابع "نحن نقف في وجههم"، موضحاً أن اجتماعاً للقيادة العليا الأوكرانية ناقش في وقت سابق "محاولات المحتلين لتطويق المدينة واختراق الدفاعات الأوكرانية. وأنا ممتن لكل جندي أظهر تصميماً على المقاومة".

كما أشار إلى تعيينات جديدة على جبهات أوكرانيا، وقال: "في عدد من المناطق، وخاصة في المناطق الحدودية والخطوط الأمامية، نقوم بتجنيد قادة ذوي خبرة عسكرية، هؤلاء هم الأشخاص الذين يمكنهم الدفاع بشكل أكثر فعالية ضد التهديدات الحالية".

وقال إنه "إلى جانب ذلك، فإن تشكيل ألوية جديدة من الحرس الوطني والشرطة وحرس الحدود يمضي قدماً. البداية قوية وسوف تستمر"، وأضاف أنه يريد الجمع بين الخبرة العسكرية والإدارية في الحكومات المحلية والحكومة لمركزية، لكنه لم يتطرق بشكل مباشر إلى حالة الارتباك المثارة بشأن إقالة وزير دفاعه أوليكسي ريزنيكوف.

دعم من النرويج

وأعلنت حكومة النرويج أمس الإثنين عن خطط لتقديم دعم مالي طويل المدى لأوكرانيا، وذلك في شكل تبرعات سنوية قيمتها 15 مليار كرونة نرويجية (1.5 مليار دولار) للأعوام الخمسة المقبلة.

وقال رئيس الوزراء يوناس جار ستوره في أوسلو: إن "حزمة الدعم البالغ قيمتها 75 مليار كرونة، تأتي كجزء لإظهار الدعم طويل المدى للشعب الأوكراني، وكذلك لتؤكد لروسيا أن البلاد الحرة الديمقراطية تقف إلى جانب أوكرانيا".

وأوضح أن نصف التبرع هذا العام سيذهب لمساعدات الجيش والنصف للمساعدات الإنسانية، وأن هذا التوزيع قد يتغير خلال الأعوام المقبلة، وبالإضافة إلى حزمة المساعدات، تقترح أوسلو برنامج مساعدات منفصلاً في جنوب العالم والتي تأثرت بشكل خاص بسبب تداعيات الحرب.

وأعرب الرئيس الأوكراني عن امتنانه لهذا الدعم المقترح، وقال: "هذا إسهام مهم للغاية في الانتصار الذي نعد له.. انتصار مشترك لكل من يقيم الحرية والحياة حقاً".


زيلينسكي في بروكسل

وفي سياق منفصل، تلقى الرئيس الأوكراني دعوة من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال للمشاركة "شخصياً" في قمة مقبلة للاتحاد الأوروبي، وفق ما أعلن متحدث باسم المؤسسة الأوروبية أمس.

وسبق أن قالت مصادر أوروبية إن زيلينسكي قد يتوجه إلى بروكسل بعد غد الخميس للمشاركة في قمة رؤساء الدول الأوروبية وحكوماتها وإلقاء كلمة أمام النواب الأوروبيين، وفي حال تمت، ستكون هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها زيلينسكي لبروكسل منذ بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا قبل نحو عام.


موجات نزوح

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث: إن "نحو 8 ملايين شخص فروا من أوكرانيا إلى دول مجاورة منذ بداية الصراع منذ نحو عام، في حين نزح 5.3 مليون شخص داخلياً".

وأوضح أن 17.6 مليون شخص أو نحو 40% من تعداد سكان أوكرانيا في حاجة لمساعدات إنسانية، مشيراً إلى أنه يعتزم طرح خطة هذا العام الخاصة بالاستجابة الإنسانية من أجل أوكرانيا، التي تتطلب نحو 3.9 مليار دولار، في جنيف في وقت لاحق من هذا الشهر. وقال: "هذا العنف لا يظهر دلالات على التهدئة".

وتشير التقديرات الأممية الرسمية إلى أن أكثر من 7 آلاف مدني قتلوا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير(شباط) 2022، وأضاف غريفيث "بالتأكيد الحصيلة الحقيقية أعلى من ذلك".

أموال مشبوهة

ومن جهة أخرى، أفاد تقرير أن قرابة 52 ألف عقار في بريطانيا يملكها مستثمرون مجهولون بينهم "مقربون من الكرملين"، على الرغم من وجود تشريعات تهدف إلى وقف تدفق الأموال الروسية المشبوهة بعد غزو موسكو لأوكرانيا.

وقال تقرير منظمة الشفافية الدولية في المملكة المتحدة، إن عقارات تبلغ قيمتها أكثر من 6.7 مليار جنيه استرليني (8.1 مليار دولار)، وتشمل عقارات فاخرة في لندن، تم شراؤها بأموال مشبوهة عبر "شركات أفشور سرية".

وأضاف أن أكثر من خمس الأموال، أو 1.5 مليار جنيه، استثمرت في العقارات "يشتبه أنها من روسيا، أو لجهات تخضع لعقوبات أو لمقربين من الكرملين"، وأشار التقرير إلى أن أكثر من 18 ألف شركة خارجية تمتلك مجتمعة نحو 52 ألف عقار في بريطانيا وويلز، وتابع أن "تلك الشركات إما تجاهلت القانون بالكامل أو قدمت معلومات تجعل من المستحيل على العامة معرفة من يملكها، وهذا يشمل الشركات التي يُقال إنها مملوكة لفاسدين وأوليغارشيين أو أفراد خاضعين للعقوبات".

وقال مدير السياسات بالمنظمة دانكين هايمز "تكشف تحليلاتنا أن هناك عدداً كبيراً جداً من الشركات التي يمكن أن تحاول الالتفاف على القوانين، لعدم معرفتها بوجودها أو لأنها تتجاهلها تماماً".

ويأتي التقرير بعد أن شنت بريطانيا حملة العام الماضي استهدفت الأموال الروسية المتدفقة من شركات وهمية وملاذات ضريبية، وكان ذلك جزءاً من عقوبات اقتصادية أوسع بعد أن شنت موسكو هجومها على أوكرانيا المجاورة منذ عام تقريباً.