الجمعة - 29 نوفمبر 2024 - الساعة 10:57 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - متابعات
كشف تحقيق يمني عن استهداف غارات أمريكية لواحدة من أهم القواعد الحوثية لتجميع وإطلاق الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المُسيرة.
وأغارت مقاتلات أمريكية وبريطانية يومي العاشر والحادي عشر من نوفمبر الحالي، على مواقع تابعة لجماعة الحوثي المدعومة من إيران شمالي اليمن.
واستهدفت الغارات منطقة جبلية بعيدة تسمى "حيرة" تقع إلى الشمال الغربي من مدينة حرف سفيان، مركز المديرية، بمحافظة عمران شمال البلاد.
ومع تكتم جماعة الحوثي عن تلك الضربات التي تشنها القوات الأمريكية كما هو معتاد ؛ تم التوصل إلى طبيعة بعض الأهداف التي تعرضت للقصف في حرف سفيان، اعتمادا على بعملية بحث أجراها فريق "ديفانس لاين" وتحقق من المصادر المفتوحة وصور الأقمار الصناعية وخرائط جوجل ارث.
إذ تبين أن ست غارات على الأقل قد استهدفت مواقع حوثية في منطقة "الحيرة"، وهي منطقة جبلية نائية غير آهلة بالسكان تقع إلى الشمال الغربي من مقر قيادة اللواء 29 ميكا المعروف بـ"لواء العمالقة" وهو أحد أقوى ألوية الجيش اليمني سابقا.
وتقع قيادة اللواء في الجبل الأسود، إحدى المرتفعات الاستراتيجية، المطلة على الطريق الرئيسي الرابط بين صنعاء-عمران- صعدة، ويتحكم بمثلث الطريق الرئيسي بين عمران والجوف، إذ تمر من أطراف المدينة طرق رئيسية إلى محافظة الجوف، طريق موصل إلى مديرية برط العنان شمالا، وآخر موصل إلى المطمة والمتون.
وتبين نتائج تحليل الصور التي أجراها فريق "ديفانس لاين" أن الحوثيون قد أنشأوا ملاذات رئيسية وأخرى احتياطية في المنطقة كمقرات ومخازن، فيما قاموا بإنشاء شبكة مخابئ وأنفاق صغيرة منتشرة على مواقع متباعدة قاموا بربطها بشبكة.
وفقا لما تبين صور التقطتها الأقمار الصناعية بتاريخ 18 نوفمبر 2020، لم يلحظ أي تغييرات في جغرافيا المنطقة التي وقعت فيها الغارات.
لكن التغييرات ظهرت على الأرض منذ مطلع العام 2022، بالتزامن مع بدء سريان هدنة هشة أعلنتها الأمم المتحدة (2 أبريل) أفضت إلى توقف الغارات الجوية لطيران التحالف العربي. وربما أن بعض أعمال شق طرق بدأت نهاية 2021 وبدء استطلاع المنطقة.
فيما تظهر صور الأقمار الصناعية التي وثقها موقع (livingatlas) وخرائط جوجل إرث التقطت في 6 يونيو 2024 حجم المنشئات بصورة أكثر وضوحا، ليتضح بذلك حجم استحداث منشئات عسكرية وبناء مخابئ وأنفاق تحت الأرض لتخزين أسلحة واستخدامها كمنصات ثابتة ومتحركة لإطلاق صواريخ وطيران مسير.
وتبين خرائط جوجل طبيعة تضاريس المنطقة، لتبدو معالم الأنفاق والكهوف واضحة في الصور. ما يتيح للجماعة استخدامها بكفاءة، وكذلك الاستفادة من سلسة الكهوف الطبيعية وطرق عبور السيول المنخفضة والمتعرجة.
وتشير إحدى مواقع الغارات إلى نشر الجماعة قواعد ومنصات إطلاق (ثابتة، متنقلة) للصواريخ والطائرات في المنطقة المذكورة، وأنها قد استخدمتها فعليا في عملياتها الأخيرة، ما دفع القوات الأمريكية لاستهدافها.
وتظهر الصور الملتقطة أن تلك المواقع قد تعرضت لغارات سابقة قبل تاريخ وقوع الغارات الأخيرة، يرجح أنها أمريكية نفذت في وقت سابق خلال العام الجاري.
وأكد التحقيق بأن تلك الغارات قد طالت إحدى أهم قواعد حوثية لتجميع وإطلاق الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات غير المأهولة، أيا كان حجم خسارة الجماعة من تلك الضربات.