جرائم وانتهاكات

الثلاثاء - 13 مايو 2025 - الساعة 04:09 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - متابعة خاصة





في زاويةٍ منسية، خلف أسوار السجن المركزي بمحافظة تعز، يرقد رجلٌ لا يملك من حطام الدنيا سوى أملٍ ضعيفٍ بالحياة. اسمه مالك الصبري، محتجزٌ منذ قرابة خمسة أشهر على ذمة قضيةٍ لم تُحسَم بعد، لكن وجعه لا يحتمل الانتظار.

لم يطلب الحرية، ولم يُنكر حق العدالة، بل يناشد فقط أن يُسمح له بالعلاج قبل أن يلفظه الألم خارج هذه الحياة.
منذ أشهرٍ، وهو يتقيأ دمًا، وتذبل روحه قبل جسده، يطرق كل بابٍ داخل السجن، ويرسل صوته عبر مناشداتٍ متكررةٍ إلى خارجه، لكن... لا حياةَ لمن تنادي.

ورغم أن نداءاتٍ سابقة قد نُشرت عنه، لم يتحرك أحد؛ لا إدارة السجن، ولا النيابة، ولا مَن يملك القرار. كلُّ يومٍ يمر، يُضاف إلى سجلٍّ طويلٍ من الإهمال، وتُغتال فيه أبسط الحقوق: الحق في العلاج.

اقرأ المزيد .. من الرابط
رجل يحتضر خلف القضبان".. مالك الصبري يناشد الحياة من سجن تعز"


https://www.sada-alsahel.net/Mnews/167473#

يقول زملاؤه في الزنزانة إن حالته باتت "حرجةً للغاية"، وإنه يتقيأ الدم باستمرار، دون أي فحصٍ طبيٍّ منذ أكثر من خمسة أشهر.
لا أحد يعلم ما إذا كان يُعاني من قرحةٍ، أو نزيفٍ داخليٍّ، أو مرضٍ عضال، فقط يموت ببطءٍ... ويموت بصمت.

وما يزيد من فداحة المشهد، أن كل طلبٍ للخروج إلى مستشفى يُقابَل بابتزاز:
"ادفع أولًا، ثم نتكلم."
وفي زمنٍ أصبح فيه العلاج امتيازًا للأغنياء فقط، لا يملك مالك شيئًا؛ لا مالًا، ولا واسطة، ولا نفوذًا... فقط جسدٌ يتهاوى، وقلبٌ لا يزال متعلقًا بالحياة.

مناشدةٌ إنسانيةٌ متجددة:
يطالب ذووه، وزملاؤه، وكلُّ من استمع إلى أنينه، بالسماح له بالخروج لتلقي الرعاية الطبية، على أن يُعاد بعدها لاستكمال التحقيقات.
إنه طلبٌ بسيط، لكنه قد يكون الفارق بين الحياة والموت.

دعوةٌ عاجلة إلى وكيل النيابة العامة بمحافظة تعز:
لا تدَعوا هذه المأساة تموت بالصمت. لا تجعلوا حياة إنسانٍ تُقايَض بالمال. وجِّهوا بالإفراج المؤقّت عن مالك الصبري لتلقّي العلاج العاجل.
إنقاذُ حياته مسؤوليتُكم، وحقُّه، وأبسطُ واجبٍ إنسانيٍّ قبل فوات الأوان.