الأحد - 20 يوليو 2025 - الساعة 04:16 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - إب
في تصعيد خطير لجرائم النهب والتخريب بحق التراث اليمني، شهد موقع “العصيبية” الأثري في جبل عصام بمديرية السدة، محافظة إب (وسط البلاد)، اعتداءً جديدًا نفذته عصابة مسلحة يُعتقد أنها تنشط في تهريب وبيع الآثار، في ثاني حادثة من نوعها خلال أقل من شهر، ضمن مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.
وكشف الباحث والخبير في شؤون الآثار، عبدالله محسن، أن المسلحين نفذوا عملية حفر غير قانونية في الموقع التاريخي، ضمن محاولات متكررة للبحث عن كنوز مدفونة وقطع أثرية نادرة.
وأشار محسن إلى أن حراس الموقع، بمساندة عدد من أبناء المنطقة، تدخلوا لردع المعتدين، ما أدى إلى اندلاع اشتباك محدود استخدمت فيه الأسلحة الخفيفة، قبل أن تتمكن الأجهزة الأمنية من ضبط اثنين من المتورطين، بينما لا يزال ملف القضية قيد المتابعة.
وتعكس هذه الحادثة جانبًا من واقع مأساوي يعيشه الإرث اليمني، في ظل استمرار عمليات النبش والتخريب التي تطال مئات المواقع الأثرية سنويًا، دون وجود تحرك فعّال من الجهات المعنية.
ويعبّر محسن عن أسفه قائلاً: “حتى الصمت يخجل من صمت الجهات الرسمية، فيما مزادات العالم لا تتوقف عن عرض الآثار اليمنية المنهوبة، وقصور الأثرياء تتزين ببرونزيات صنعها أجدادنا”.
ويأتي هذا الاعتداء بعد أيام من واقعة مماثلة في محافظة صنعاء، حيث تعرض أحد المواقع الأثرية في منطقة سنحان لعملية تدمير، هي الثانية التي تطال نفس الموقع خلال السنوات الأخيرة، ما يثير تساؤلات جدية حول مصير الإرث الثقافي اليمني في ظل حالة الانفلات والفوضى التي تشهدها البلاد.