وكالات

الثلاثاء - 03 أغسطس 2021 - الساعة 02:25 م بتوقيت اليمن ،،،

وكالات

لم يتوانَ الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني في الدفاع عن الاتفاق النووي، وسياسة «التعامل مع الخارج»، والتحذير من «نهاية التشدد»، في آخر خطاب له بصفته رئيساً لجمهورية إيران، قبل أن يحضر اليوم مراسم «تنصيب» رمزية، يسلم فيها «المرشد» الإيراني، علي خامنئي، مرسوم الرئاسة إلى الرئيس المنتخب، المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي.
وتطوى إيران رسمياً عهد روحاني عندما يقف رئيسي أمام البرلمان الإيراني، الخميس، لأداء القسم الدستورية. لكن قبل ذلك بيومين، سيعلن «المرشد» الإيراني، علي خامنئي، اليوم، في مراسم تقليد يقيمها في مكتبه، المصادقة على تنصيب رئيسي في خلافة روحاني. وفي اليوم الأخير على مهامه الرسمية، توجه الرئيس حسن روحاني، وفريق إدارته، إلى مركز المؤتمرات الدولية في إيران، أمس، للمشاركة في مراسم الوداع مع كبار المسؤولين في حكومته، وذلك غداة آخر اجتماع لمجلس الوزراء. وقال روحاني: «ما كنت أعتقد به لإنقاذ البلاد في 2013 لا يزال هو نفسه، الاعتدال والتعامل البناء في الداخل والخارج». وأصر على أنه لا يزال يفكر بالشيء نفسه بعد 8 سنوات من تولي منصب الرئاسة الإيرانية. ووجه رسالة داخلية إلى خصومه: «لا يمكن بضرب بعضنا وجه بعض بمخالب الإساءة والتشويه أن نتقدم بالبلاد»، وأضاف: «يجب أن نتوصل إلى نتيجة، مفادها أن عصر التشدد قد انتهى»، مؤكداً أن «الطريق هو الاعتدال»، وأن «مختلف الفصائل (السياسية) كانت متفائلة بالمستقبل».
يأتي ذلك في حين يتعرض روحاني لأسوأ انتقادات من معسكر خصومه المحافظين، ووسائل إعلام «الحرس الثوري»، بسبب تدهور الوضع الاقتصادي الإيراني، وإصراره على المضي قدماً في إحياء الاتفاق النووي.
وخاطب روحاني الإيرانيين، قائلاً: «أقول للشعب الإيراني: يجب أن تستمر التنمية، وأن نتحول نموذجاً للعالم»، مشدداً على أن «أحد الطرق الرئيسية لذلك التعامل البناء مع الجيران والعالم»، موضحاً: «كيف تمكنا من رفع 7 قرارات خطيرة (صادرة من مجلس الأمن) عن البلاد؟ لم يكن عملاً بسيطاً؛ أنا اعلم كم كانت مهمة وزير الخارجية والجهاز الدبلوماسي صعبة»، لكنه عاد وقال: «طبعاً، لقد قادنا ودعمنا المرشد الأعلى».
وتوقف روحاني أكثر من مرة في خطابه لمهاجمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، وأصر على أن الوثائق النووية التي كشفت عنها إسرائيل في أبريل (نيسان) 2018، بخصوص برنامج عسكري محتمل لتطوير الأسلحة النووية، وثائق «كاذبة مزيفة». وكان رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، وهو من أبرز جنرالات «الحرس الثوري»، من بين أهم المسؤولين الذين أكدوا خلال الشهور الأخيرة صحة حصول إسرائيل على وثائق نووية من قلب طهران.
وقال روحاني: «لو كانت حكومتنا حكومة عادية لانقسم ظهرها أمام الضغوط، ولكننا كنا مجبورين على مواصلة طريقنا في الحرب الاقتصادية». وبعد ذلك بساعات، خاطب روحاني الإيرانيين عبر التلفزيون الرسمي، وقال إن الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا أولاند أبلغه بأن الدول الكبرى التي أبرمت الاتفاق النووي مع إيران «تراجعت عن فكرة الحرب مع إيران» بعد تولي روحاني منصبه في 2013. وأكد أن «هذه العقدة (النووي) كانت تحل بالدبلوماسية أو كنا ندخل الحرب».
وبدوره، قال إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الإيراني، في خطاب أخير له، إن «معيشة الناس كانت أولوية الحكومة في ظروف الحرب الاقتصادية». وألقى باللوم على أصدقاء «مارسوا ضغوطاً على الحكومة بسبب جهل تام».
وتابع في الإطار نفسه أن هناك «فرصة جيدة أمام الحكومة التالية لكي تستفيد من التنسيق بين أجهزة السلطة ومؤسسات الدولة لحل المشكلات»، لكنه حذر من أن «عدم استخدام الفرص في الوقت المناسب يمكن أن يحولها إلى تهديد».
ولفت جهانغيري إلى أن روحاني تسلم منصب الرئاسة بينما «كانت البلاد تشهد ذروة الخلافات الداخلية»، وأشار إلى الاتهامات المتبادلة بين الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد ورئيس البرلمان السابق علي لاريجاني في إحدى جلسات البرلمان. ورد مستشار أحمدي نجاد، علي أكبر جوانفكر، على تصريحات جهانغيري هذه، قائلاً عبر «تويتر»: «من علامات سوء الفهم أن نفسر نزاع ممثل الشعب الإيراني مع عملاء بريطانيا على أنها خلافات داخلية». ويشغل لاريجاني حالياً منصب مستشار خامنئي، على الرغم من أن مجلس صيانة الدستور قد رفض طلبه في مايو (أيار) الماضي لخوض الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وكتب عزت الله ضرغامي، أحد صقور المحافظين، في تغريدة عبر «تويتر»: «ذهب روحاني. في السنوات الأخيرة، تراجع رصيدنا الاجتماعي إلى أدنى مستوياته، ولا يطيق انخفاضاً أكثر من هذا». وأوصى المسؤولين الجدد في الحكومة والبرلمان والقضاء بأن «ينظروا في تأثير إعلان أي مشروع جديد على رصيد النظام بين المجتمع»، وقال: «يجب ألا نتسبب في استياء وقلق الناس إزاء المستقبل دون سبب».