منوعات

الأربعاء - 04 أغسطس 2021 - الساعة 01:28 م بتوقيت اليمن ،،،

وكالات

في ظل تفشي موجة جديدة من الإصابات بمرض (كوفيد - 19) نتجت عن انتشار السلالة المتحورة دلتا في مختلف دول العالم يجاهد خبراء الأمراض لمعرفة ما إذا كانت دلتا تسبب أعراضاً أشد من السلالات السابقة، وفق رويترز.

وحذرت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها من أن سلالة دلتا، التي اكتشفت في بادئ الأمر في الهند وأصبحت السلالة المهيمنة الآن في العالم، «من المرجح أن تكون أكثر خطورة» من السلالات السابقة من الفيروس وفقاً لتقرير داخلي نشر الجمعة.

وأشارت المراكز إلى ثلاثة أبحاث أجريت في كندا وسنغافورة واسكوتلندا أظهرت أن المصابين بدلتا أكثر عرضة لدخول المستشفيات من الذين أصيبوا بالمرض في وقت سابق من الجائحة.

وقال خبراء الأمراض في مقابلات مع رويترز إن الأبحاث الثلاثة تشير إلى مخاطر أكبر من السلالة دلتا لكن المشاركين في الأبحاث عددهم محدود والنتائج لم تراجع بعد من خبراء آخرين.

ووصف أطباء يعالجون مرضى مصابين بدلتا بدايات أسرع لظهور أعراض (كوفيد - 19) وفي الكثير من المناطق كانت الحالات الخطرة أكثر عدداً.

لكن الخبراء قالوا إنه يتعين بذل المزيد من الجهد لمقارنة النتائج بين أعداد أكبر من المرضى في الدراسات الوبائية لتحديد ما إذا كانت سلالة متحورة معينة تصيب المرضى بأعراض أشد.

وأضاف الخبراء أنه من المرجح كذلك أن تكون سرعة انتشار السلالة دلتا تسهم في زيادة أعداد الحالات الخطيرة التي تصل للمستشفيات.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، دفع المتحور «دلتا» الشديد العدوى عدداً متزايداً من البلدان إلى فرض قيود جديدة، فيما تسبب الفيروس بوفاة 4.234.618 شخصاً في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2019. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن عدد الضحايا الحقيقي قد يكون أعلى بمرتين إلى ثلاث مرات.

ويعزى تفشي الفيروس مجدداً في بلدان اعتقدت أنها تغلبت على الأسوأ، إلى معدلات التلقيح الآخذة في الانخفاض وظهور متحورات أكثر خطورة.

اعتقدت الصين التي ظهر فيها الوباء نهاية عام 2019 وتحديداً في مدينة ووهان (وسط)، أنها قضت على الفيروس عملياً ولم تسجل أية إصابة محلية منذ أشهر. وعاد السكان إلى حياتهم الطبيعية وانطلقت العجلة الاقتصادية مجدداً. وظهر الوباء المتجدد في عشرات المدن الصينية، فيما تتفشى المتحورة دلتا بعد إصابة موظفين مسؤولين عن تنظيف الطائرات في مطار نانجينغ، شرق البلاد.

وفي كل أنحاء الصين، لجأ النظام الشيوعي مجدداً إلى اعتماد سلسلة إجراءات متشددة كالتي طبقت مطلع العام 2020: العزل والحد من التنقل وتعميم فحوص كشف الإصابة.

وفي أستراليا، انتشر عسكريون في شوارع سيدني (جنوب شرق) كبرى مدن البلاد، فيما دخلت أسبوعها السادس من الحجر المقرر حتى نهاية الشهر. وتعمل السلطات على الحد من انتشار المتحورة دلتا. وسجلت المدينة أكثر من 3600 إصابة منذ منتصف يونيو (حزيران).

وتلقى نحو 15 في المائة فقط من سكان أستراليا البالغ عددهم 25 مليوناً، جرعتي اللقاح، فيما تتمثل استراتيجية السلطات في الإبقاء على التدابير الصحية من أجل الحد من انتشار الفيروس.

وما زال فيروس «كورونا» ينتشر في البلدان التي كانت حملات التحصين فيها فعالة نسبياً.

في الولايات المتحدة التي تجتاحها موجة جديدة مرتبطة بالمتحورة دلتا، وصلت حالات الاستشفاء إلى مستويات مماثلة لتلك التي سجّلت الصيف الماضي.

والاثنين، وصلت البلاد، بعد تأخرها شهراً، إلى الهدف الذي حدده الرئيس جو بايدن المتمثل في تلقيح 70 في المائة من البالغين بجرعة واحدة على الأقل في 4 يوليو (تموز)، اليوم الوطني للولايات المتحدة.

لكن الانخفاض المتزايد في مستوى التلقيح خصوصاً في المناطق المحافظة تقليدياً من الجنوب والغرب الأوسط، وكذلك بين السكان الأصغر سناً والفقراء والأقليات العرقية، منع البلاد من تحقيق هذا الهدف.

وقال جيف زينتس المكلف بمكافحة الأوبئة في البيت الأبيض «تتركز هذه الحالات في المجتمعات ذات معدلات التلقيح المنخفضة. اكتشفت إصابة من كل ثلاث إصابات على مستوى البلاد في فلوريدا وتكساس الأسبوع الماضي». في غضون ذلك، شهدت الولايات المتحدة انتعاشاً في معدلات التلقيح في الأسابيع الأخيرة خصوصاً في هذه المناطق الأكثر تضرراً بالموجة الأخيرة من (كوفيد – 19).

وفي مواجهة المتحورة دلتا، بدأت بعض البلدان تقديم جرعة إضافية من اللقاحات. وفقاً للمختبرات، توفر جرعة إضافية حماية مناعية معززة خصوصاً فيما يتعلق بانتشار المتحورة دلتا.

وقررت وزارة الصحة الألمانية الاثنين أنها ستقترح بدء تطعيم المسنين والفئات الأكثر عرضة للخطر بجرعات إضافية معززة من لقاحات كوفيد اعتبارا من الأول من سبتمبر (أيلول) وكذلك للأشخاص الذين لم يتلقوا لقاحا يعتمد تقنية «آر إن إيه»(الحمض النووي المرسال) ضد فيروس «كورونا».

وأعلنت الوزارة أن «الجرعات الإضافية ستكون مع أحد اللقاحين اللذين يعتمدان تقنية آر إن إيه (فايرز - بايونتيك أو موديرنا)» وأن هذا القرار «يندرج في إطار الرعاية الصحية الوقائية».

كذلك، تعتزم السويد إعطاء جرعة معززة من لقاح (كوفيد - 19) لـ«قسم كبير من السكان» في 2022 حتى لو كان من الممكن أن تبدأ بالسكان المعرضين للخطر هذا الخريف.

وقال كبير علماء الأوبئة السويدي أندرس تيغنيل: «تقييمنا هو أنه من غير الممكن القضاء على الفيروس وبالتالي سيكون عمل اللقاحات على المدى الطويل وسيركز على الحد من الأمراض الخطرة والوفيات».