اخبار وتقارير

الإثنين - 28 نوفمبر 2022 - الساعة 11:39 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - حسام حسن




ايام تفصلنا عن الذكرى الخامسة لانتفاضة الثاني من ديسمبر المتوثبة وكأن هذه الذكرى الأليمة أبت إلا أن نحتفل بجراح اليمنيين مرتين مرة لفقد عملاق السياسة ومؤسس الوحدة والديمقراطية الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح وعملاق الأدب والشعر اليمني البارز الدكتور عبد العزيز المقالح، الذي رحل وفي قلبه غصة من عودة احفاد الامامة الذين كان لهم في شعره ألف رمز ورمز.

فقصائد المقالح المزمجرة من بحور التفعيلة الحرة التي ألجمها الحوثيون في آخر مراحلها حتى تجمعت في قلبه ألما من هول ما عاش من كهنوت إمامي خلال عمره مرتين، الأولى مع الجلاوزة منهم المتغطين برداء العلم والتقوى وبيت آل النبي، والثانية مع الأحفاد المتغطين بجلابيب دهاقنة فارس المعممين بمثالب ونواقض الدين الذي رموه بطائفيتهم السبئية منذ كان بين جدران المدينة المنورة وصدور الصحابة الكرام.

لقد قرأنا قصائد المقالح في مناهجنا التي أزاح الحوثيون منها شعر كل ثائر وأدخلوا فيها غثاء الشعر والشعراء من أرض الخميني وطينة كربلاء التي استرزق بها عملاء إيران ووصفوا أنفسهم بأبناء النبي وقرناء القرآن المزيفين.

لقد أظلمت صنعاء بعد أن غيب الموت عملاقها المقالح الذي عرفته جامعتها وثقافتها اليمنية الأصيلة، فهو المؤسس الذي تخرج على يديه جيل اليمن المثقف الذي أخذ على حين غرة من الزمان بعد أن تسلل إليه ثعابين العصور الغابرة من عهد بن حمزة والامام المهدي والقاسم والرسي المقبور في صعدة والوافد إليها من أصفهان إيران.

لكن انتفاضة الثاني من ديسمبر قد أحيت الأمل من جديد في نفس وعزم كل ثائر غير مراوغ أو مداهن لأصحاب الرايات الإيرانية السوداء و ثورتها الوافدة من مسافات الطائفية البعيدة والمرتهنة لصراعات ملالي طهران الناقمة على كل ما هو عربي وحضاري، الداعمة لكل ما هو متطرف.

فنم واهنأ في حياتك البرزخية يا من زمجرت بالثورة من إذاعة صنعاء في صبيحة الـ 26 من سبتمبر 1962م. وتعدك كل الأجيال الشابة التي تعلمت في الجامعات انه لا مكان للكهنوت في أرض السعيدة حتى ولو عادت ميلشياته العبثية مع عمائم الحوزات الإيرانية وتسلحت بأحدث ما صنعت أياديهم الملطخة بدماء اليمنيين والعرب والمسلمين وهاهم يعدونك بإعادة قصائدك الثائرة عن مارد الثورة الذي سيعود لدك الطغيان لا محالة.