كتابات وآراء


الأربعاء - 02 فبراير 2022 - الساعة 04:27 م

كُتب بواسطة : عبدالله الاعجم - ارشيف الكاتب



قدم الى مدينة زبيد من أرض العراق الحبيب مدرسا لمادة اللغة العربية فعاش بين أبناء زبيد كواحد منهم يتقلب بين أفراحهم وأتراحهم فتعلق قلبه بزبيد وعشق أهلها حتى الثمالة ولا تسل عن حب زبيد وابنائها له ولروحه الندية واخلاقه السحرية التى نقلت لنا صورة بهية عن أخلاق الانسان العراقي
وبعد ان أحاطت به الأوجاع والآلام وكاد الأجل ان يدنوا منه كثر تودده وعتابه لزبيد. حتى قال يوما

يا مرايا عيون بلقيس رفقا
ليس عدلا ان يصبح الماء رملا

ربما كنت آخر الناس حبا
بيد إني بأول الحب أولى

كلهم قدموا لعينيك كحلا
غير أني قدمت عيني كحلا

كلما قلت يازبيد افطميني
صاح وادي زبيد مازلت طفلا

وقبل أن يودع زبيد الوداع الأخير عند رحيله الى بغداد وعلى إثره رحيله من الدنيا أجمع قال كلمته الأخيرة التي كثيرا ما سمعناه يرددها نثرا أنه لافرق عِنـديّ بين زبيد وبغداد ولم اعد اميز بينهما وبين حياتي فيهما

سَلِمت(زبيد)يمينُ مَن
سمّاكِ بـغـــدادَ الــــيمن.

يا أُختَ صـــنعاءَ التــي
كبُرت على كــلِّ المِحـن

الشمسُ فاكهــةُ الشتاءِ
وأنــتِ فاكهـــةُ الزَّمــــن.

بنتَ الأشاعرِ والحُصيب
وواحة الذِّكر الحَسَن

إن لم يكن لكِ حبُّنـــا
فلِمَـــن مَحبَّتُـنـــــا إذن؟!

ولمــن نـــصوغ قصائداً
عصماءَ غاليـــةَ الـــثَّمن

لاعاشَ مَـن قَفَّـى لغيرِكِ
يـــا زبيــــــدُ ومَـــــن وَزَن

إن لم يَـــصِفكِ بـــشعرهِ
لــــــيراكِ طـــــائِرُهُ فَـــــنَن

يا طائر الإيــمان يحطِمُ
بـــالتُّقى رأس الـــــوَثَن

يــا منبـــتَ التَّـــقوى الذيَ
أثـــمارُهُ ســـلوى ومَـــن

شــتّانَ بــين منابــــت
التقـوى وخضراء الدِّمن

يامَنبت العلماء والأدباءِ
يــــــا يُنبـــــوعَ فَـــن

يـا آيــةً خَط الزَّبــيديّون
أحــرفَهـــــــاوطـــــن

يـــاسَرمَدَ المجــــد الذي
ســيظلُّ يهـــزأُ بــــالكفَن

ســـيظلُّ يمــــنحُ للحيــاةِ
عرائــساً مِـــن غــير مَـــنِ

ســـيظلُّ يُمطـــرُ أنجــماً
وشرائعــاً بـــيض السُّنَن

يـاقمَّــة الفُــصحى التــي
مَــن لم يُقارِبهـــــا لَحـــن

ســيظلُّ صوتُكِ يملأُ الــدنيا
و ذاكــــــــرةَ الـــــــيمن

(تاج العروس) على جَبينِكِ
قــد أضــاءَ رُبى عَدَن

أحيــا مــن الألفـــاظِ مـــا
نَــسيَتهُ ذاكــــرةُ الــزَّمن

وأماتَ دائـــرةَ الخـــلافِ
ومـــا تعـــاظَمَ مــن فِــتَن

أنــتِ اليقــينُ وكــلُّ مَــن
لم يعــترف بالحق ظَـن

فَتبختَري زهواً فَمَن أعطى
كــما أعطيــتِ، مَــــــن .


نسأل •اللّه ان يغفر. له وان يرحمه وان يسكنه فسيح جناته
ِ
* المقال من صفحة الكاتب بالفيس بوك