الجمعة - 02 مايو 2025 - الساعة 10:30 م
في خضم الظروف السياسية والعسكرية الراهنة، تبدو الفرصة مواتية أكثر من أي وقت مضى لبدء عملية حاسمة لتحرير ما تبقى من المناطق والمحافظات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية. فقد تهيأت الأسباب داخلياً وخارجياً..انهيار نسبي في بنية الميليشيات، تذمر شعبي متزايد من سطوتها، دعم إقليمي مستمر للشرعية، ومواقف دولية بدأت تعي خطر استمرار الوضع القائم على الأمن الإقليمي والدولي.
ومع ذلك، يبقى السؤال المصيري، ماذا لو أهدرت قيادة الشرعية هذه الفرصة التاريخية؟
إن الفشل في اغتنام هذه اللحظة الثمينة يُعد خيانة لتضحيات عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى الذين ناضلوا من أجل استعادة الدولة. وسيعني بالضرورة تمكين الحوثيين من ترسيخ سلطتهم أكثر، وتوسيع شبكتهم الأمنية والاستخباراتية، واستغلال حالة الجمود لمزيد من تجنيد الأطفال، ونهب الموارد، وفرض رؤيتهم الطائفية بقوة السلاح.
كما أن التراخي في اتخاذ قرار الحسم سيوصل رسالة خاطئة للمجتمع المحلي والدولي، مفادها أن الشرعية غير قادرة أو غير راغبة في استعادة الدولة، ما قد يدفع الأطراف الإقليمية والدولية إلى البحث عن حلول بديلة لا تضمن سيادة اليمن واستقلاله.
الشرعية اليوم أمام مفترق طرق. إما أن تثبت جدارتها وتستعيد المبادرة، أو تفقد ما تبقى من شرعيتها أمام شعبها وأمام التاريخ. إن الانتظار أكثر يعني تعقيد المشهد، وزيادة الكلفة البشرية والاقتصادية، وربما فتح الباب أمام مشاريع تشطيرية أو أجندات خارجية تستغل الوضع لصالحها.
وهذه الفرصة إن ضاعت الآن، فقد لا تتكرر قريباً، ولن تُغفر قيادياً ولا وطنياً. فالتحرير لم يعد خياراً بل واجباً دينياً ووطنياً وأخلاقياً وإنسانياً، والمسؤولية لا تحتمل التأجيل.