اخبار وتقارير

الخميس - 25 سبتمبر 2025 - الساعة 05:36 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل /متابعات خاصة


عشية الذكرى السنوية لثورة 26 سبتمبر التي أطاحت بحكم أسلافهم الإمامي في عام 1962، وضعت جماعة الحوثي أجهزة مخابراتها وقواتها الأمنية في حالة استنفار غير مسبوق.
تأتي هذه الإجراءات خوفًا من اندلاع مظاهرات شعبية، في ظل تصاعد حملات الاعتقال التي طالت المئات في عدة محافظات ووصلت إلى العاصمة المختطفة صنعاء.
​وقالت مصادر حقوقية إن الجماعة الحوثية وسّعت نطاق حملات المداهمة والاعتقال خلال الأيام الأخيرة، حيث اعتقلت ما لا يقل عن 275 شخصًا في محافظات حجة وصنعاء وذمار وإب. شملت الاعتقالات موظفين وطلابًا وكتابًا ونشطاء، بذريعة الاشتباه في نيتهم الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية.

​اعتقال رموز ثقافية وناشطين
​من أبرز المعتقلين الشاعر أوراس الإرياني والكاتب ماجد زايد، اللذان خُطفا من شوارع صنعاء في عمليتين مباغتتين. وأعرب أقارب الإرياني عن قلقهم الشديد على صحته، خاصةً أنه مصاب بداء السكري وأمراض مزمنة.

وقد ناشد عشرات الأدباء والكتاب الحوثيين الإفراج عنه فورًا، مؤكدين أن مكانته الثقافية كانت تستوجب تكريمه لا اعتقاله.
​وكان الإرياني قد أثار غضب الحوثيين بمنشور على حسابه بفيسبوك، قال فيه إن "المواطن اليمني يمد يده إلى جيبه فلا يجد سوى أيدي الحوثيين"، في إشارة إلى سياسات الجماعة التي يتهمها السكان بإفقار المجتمع.
​أما ماجد زايد، فقد وصفه بيان تضامني بأنه "أيقونة الفضاء الإلكتروني" ومبدع في نشر الوعي الوطني، وكان سبب اعتقاله هو مشاركته لأغانٍ وطنية تمجد ثورة سبتمبر.
​حظر شامل للفعاليات الشعبية
​جاءت هذه الإجراءات القمعية بعد بيان شديد اللهجة أصدرته وزارة الداخلية التابعة للحوثيين، اتهمت فيه المحتفلين بذكرى الثورة بأنهم "عملاء للأعداء" يسعون لضرب الجبهة الداخلية. وحذرت من أي أنشطة أو فعاليات خارج إطار ما تنظمه الجماعة، معلنة حظر أي مظاهر احتفالية بالثورة، سواء عبر رفع الأعلام أو تنظيم التجمعات.
​ويشير مراقبون إلى أن تصاعد القمع الحوثي هذا العام يعكس مخاوف حقيقية من اندلاع احتجاجات شعبية واسعة، خاصة في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية. وقد طالبت منظمات حقوقية محلية ودولية الحوثيين بوقف الاعتقالات التعسفية والإفراج عن المختطفين فورًا، معتبرة هذه الانتهاكات تصعيدًا خطيرًا في سجل الجماعة الأسود ضد الحريات العامة.