الجمعة - 31 أكتوبر 2025 - الساعة 04:51 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - متابعات
أكد السفير محمد أبو شهاب، المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، أن الحل في السودان لن يكون عسكرياً، مشدداً على أن «طريق السلام لا يُرسم في ميدان المعركة».
وقال أبو شهاب، في كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن خلال جلسة مخصصة لمناقشة الأوضاع في السودان، إن الحرب الأهلية التي تجاوزت 900 يوم «ابتلعت البلاد بأسرها وعمّقت معاناة الشعب السوداني يومًا بعد يوم»، مضيفاً أن الأوضاع في مدينة الفاشر «أصبحت أكثر مأساوية من أي وقت مضى».
وأدان بشدة «الهجمات الوحشية ضد المدنيين في الفاشر»، معتبرًا أنها تمثل «انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي»، داعيًا قوات الدعم السريع إلى حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، والمجتمع الدولي إلى محاسبة جميع المسؤولين عن هذه الفظائع. كما طالب الطرفين المتحاربين، القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، بالالتزام الكامل بالقانون الإنساني الدولي، وتأمين الممرات الآمنة، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، وخاصة للنساء والأطفال وكبار السن.
وأشاد السفير أبو شهاب بجهود الولايات المتحدة في إطار «الرباعية» الهادفة إلى إنهاء الصراع، مجددًا دعم الإمارات لدعوتها إلى هدنة إنسانية تمهّد لوقفٍ دائمٍ لإطلاق النار، مشددًا على ضرورة «عدم السماح بتفاقم الكارثة الإنسانية أو إفلات مرتكبي الجرائم من العقاب».
وأضاف أن «التطورات الأخيرة أثبتت أن الحل الوحيد الممكن هو عملية انتقال حقيقية تؤدي إلى حكومة مدنية مستقلة لا يهيمن عليها أي من الطرفين المتحاربين»، مؤكدًا أن السلام المستدام يتطلب سودانًا آمنًا لكل أبنائه، خاليًا من التطرف والعنف العرقي أو الإثني. ودعا مجلس الأمن إلى «ممارسة الضغط على الطرفين المتنازعين والعودة إلى طاولة المفاوضات بإرادة صادقة لتحقيق السلام».
وأعلن أبو شهاب عن تقديم الإمارات 100 مليون دولار إضافية لدعم العمليات الإنسانية المنقذة للحياة في مدينة الفاشر، مؤكدًا استمرار دعم بلاده للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق وقفٍ لإطلاق النار والوصول إلى سلامٍ واستقرارٍ وأمنٍ دائمٍ في السودان.
وفي معرض رده على تصريحات وفد الحكومة السودانية، قال المندوب الإماراتي إن من «العبث أن يُسمح لأحد أطراف النزاع بتسييس هذه الجلسة عبر نشر مزاعم لا أساس لها»، مؤكدًا أن «الطرف الذي يتحمّل مسؤولية دمار بلاده هو نفسه الذي أفشل كل مبادرة سلام، ورفض الهدنة الإنسانية، وطرد مسؤولي الأمم المتحدة في وقتٍ تتفاقم فيه المجاعة».
وأشار أبو شهاب إلى أن القوات المسلحة السودانية «قوّضت الانتقال الديمقراطي في انقلاب أكتوبر 2021 بمشاركة قوات الدعم السريع، وخانت آمال أمة بأكملها»، مضيفًا أن «تعنّتها كان سبب الكارثة التي يعيشها السودان اليوم». وأوضح أن الجيش السوداني «حوّل الجوع إلى سلاح حرب، وقصف المنازل والمدارس والمستشفيات والأسواق، واستخدم الرعب والنار، بل والأسلحة الكيماوية وفق تقارير موثوقة».
ووصف أبو شهاب ممارسات الجيش السوداني بأنها «إحياء للتطرف ذاته الذي أطلقه في دارفور قبل عقدين»، مؤكدًا أنه «كلما فُتح بابٌ للدبلوماسية، أغلقه بالقصف»، وأن «هذه العقيدة العسكرية لم تجلب له سوى سودانٍ مدمّرٍ وشعبٍ يتضوّر جوعًا».
وختم كلمته بالتأكيد على أن «كلا الطرفين، القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، فقدا أهليتهما في رسم مستقبل السودان»، داعيًا المجتمع الدولي إلى الاعتراف بهذه الحقيقة، مشددًا على أن «العالم يجب أن يتحدث مع المدنيين السودانيين لا مع جلاديهم».