الإثنين - 24 نوفمبر 2025 - الساعة 11:32 م بتوقيت اليمن ،،،
صدى الساحل - متابعات
تشهد جماعة الحوثي تراجعاً واضحاً في تماسكها العسكري، مع بروز مؤشرات متزايدة على اهتزاز جبهاتها وتراجع قدرتها على ضبط مقاتليها، في مرحلة توصف بأنها الأضعف منذ انقلابها عام 2014. وبحسب مصادر أمنية وعسكرية مطلعة، فإن موجة تسرب غير مسبوقة تضرب صفوف المليشيا، ما دفع قيادتها إلى التحرك بشكل عاجل لمحاولة احتواء الانهيار.
ووفقاً للمصادر، وثّقت الجهات المختصة مغادرة أكثر من 370 عنصراً مقاتلاً من محاور القتال ضمن نطاق المنطقة العسكرية الرابعة (تعز – الضالع – لحج)، في أكبر موجة انسحاب تشهدها الجماعة منذ سنوات، الأمر الذي فجّر حالة استنفار واسعة داخل صفوفها.
تحركات سياسية عاجلة لوقف أي تصعيد
المعطيات تشير إلى أن قيادة الحوثيين وجّهت فريقها التفاوضي برئاسة محمد عبدالسلام إلى التحرّك لثني الحكومة الشرعية عن أي تحرك عسكري محتمل، في خطوة تعكس حجم القلق الذي تعيشه الجماعة حيال قدرتها على مواجهة أي معركة واسعة خلال الفترة الحالية.
تقرير داخلي رُفع للقيادة الحوثية أكد تدهور معنويات المقاتلين وتراجع ما تسميه الجماعة “الإيمان القتالي”، ما دفعها إلى إعلان خطة طارئة تشمل حملات تعبئة ودورات ثقافية، سعياً لوقف التسرب المتسارع في صفوفها.
انقسامات داخلية وفقدان قيادات مؤثرة
ويرى خبراء أن تراجع الجاهزية القتالية للحوثيين مرتبط أيضاً بتصاعد الانقسامات داخل أجنحة الجماعة، إضافة إلى خسارتها قيادات بارزة في الضربات الأمريكية والإسرائيلية الأخيرة، ما زاد من حالة التخبط داخلها.
العميد الركن عبدالصمد المجزفي أوضح في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الحوثيين “استُنزفوا بشكل كبير” وأن الصراع بين قياداتهم على النفوذ عمّق هشاشتهم، مؤكداً أن أي مواجهة عسكرية واسعة قد تسرّع من انهيارهم الداخلي، خصوصاً في ظل فقدانهم الغطاء الدولي الذي كانوا يعتمدون عليه لعرقلة أي تحرك ضدهم.
الإرياني: الجماعة في أضعف لحظاتها التنظيمية
من جهته، أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن الجماعة تمر بـ“مرحلة تراجع غير مسبوقة”، نتيجة الضربات العسكرية وفقدان الموارد وتراجع قدرتها على الحشد. وأشار إلى أن محاولات الحوثيين إظهار التماسك عبر “وقفات قبلية” أو فعاليات دعائية تأتي للتغطية على الضعف التنظيمي والقتالي الذي تعاني منه الجماعة.
ويؤكد مراقبون أن استمرار نزيف المقاتلين من جبهات الحوثيين يمثل مؤشراً واضحاً على اهتزاز بنيتهم الحربية، ويكشف عن فرصة سانحة أمام الحكومة لاستثمار هذا الضعف، في حال توافرت الإرادة السياسية والظروف الميدانية المناسبة.