اخبار الساحل

السبت - 06 ديسمبر 2025 - الساعة 09:36 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - الخوخة

تستعيد مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة هذه الأيام ذكرى تحريرها الثامنة، في محطة بارزة ما تزال تشكل علامة فارقة في مسار المواجهة مع مليشيا الحوثي الإرهابية.

ففي يوم السابع من ديسمبر 2017، تمكنت القوات المشتركة، وبدعم من التحالف العربي، من إحداث اختراق استراتيجي قلب موازين المعركة على ساحل البحر الأحمر وفتح الطريق نحو استعادة الحديدة وتهامة.


وفق المعطيات التي وثقتها المصادر العسكرية والإعلامية حينها، جاءت عملية تحرير الخوخة ضمن هجوم مباغت نفذته القوات المشتركة من محوري يختل والزهاري شمال المخا، وسط انهيار سريع لخطوط الحوثيين. وبحلول صباح 7 ديسمبر 2017 كانت القوات قد فرضت سيطرة كاملة على مركز المديرية والمجمع الحكومي ومعسكر “أبو موسى الأشعري”، وسط استقبال شعبي واسع عكس حجم المعاناة التي عاشها الأهالي تحت قبضة الحوثيين.

دلالات التحرير

مثّل دخول القوات المشتركة إلى الخوخة أول اختراق فعلي لجدار السيطرة الحوثية في الحديدة، وأعاد الأمل بإمكانية استعادة المحافظة. و شكّل ذلك نقطة ارتكاز عسكرية مهمة أسهمت في تأمين المخا وتعزيز حماية مضيق باب المندب، إضافة إلى قطع خطوط الإمداد الساحلية التي كانت الجماعة تعتمد عليها في تهريب الأسلحة والبضائع.

كما أسهم وجود قوات الشرعية في الخوخة في كسر العزلة عن مناطق الساحل الغربي، وفتح الباب أمام عمليات إغاثية وإنسانية واسعة بعد سنوات من القمع والتجويع الحوثي.

تركة ثقيلة من الألغام

وعلى غرار ما حدث في مناطق أخرى خسرتها الجماعة، تركت مليشيا الحوثي خلفها آلاف الألغام والعبوات الناسفة في المزارع والطرقات والأحياء السكنية.

وتشير تقارير فرق الهندسة و"مسام" إلى أن عملية نزع الألغام استمرت لسنوات بعد التحرير لإنقاذ حياة السكان وتمكينهم من العودة إلى أنشطتهم الزراعية والبحرية بأمان.

الخوخة اليوم… ملاذ للنازحين ورسالة مقاومة

بعد ثمانية أعوام على التحرير، تحولت الخوخة إلى واحدة من أهم المدن الآمنة في الساحل التهامي تستقبل آلاف النازحين الفارين من بطش الحوثيين، وتشكّل نموذجاً للتعايش والاستقرار في وجه مشروع العنف والكراهية.

وفي هذه الذكرى، يؤكد أبناء الخوخة أن معركة التحرير لم تنتهِ بعد، وأن استعادة الحديدة وعموم تهامة واليمن من قبضة المليشيا الإرهابية تظل هدفاً ثابتاً لا يكتمل الانتصار إلا بتحققه.

رسالة الأهالي واضحة:
لا سلام حقيقياً ما دامت المليشيا تسيطر على مؤسسات الدولة… والتحرير هو الطريق لاستعادة اليمن وإنهاء معاناة شعبه.