صدى الساحل - مأرب - احمد حوذان
واصلت الرياضة في محافظة مأرب والمناطق المحررة إثبات وجودها رغم التحديات الكبيرة التي فرضتها الظروف الراهنة، وهو ما كشف عنه مستشار الشباب والرياضة بالمحافظة، الأستاذ علي رازح، خلال مقابلة إذاعية شاملة تحدث فيها عن الواقع الرياضي، الأندية، الشباب، والمواهب الناشئة، إضافة إلى دوره في التواصل مع الرياضة اليمنية على مستوى الوطن.
وأوضح رازح أن مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة يمثل نموذجًا للنشاط الرياضي، رغم محدودية الإمكانيات والصعوبات المالية التي تحد من تطور الفرق والأندية. وقال: "الشباب متحمسون بشكل غير عادي، الملاعب تكتظ من الساعة الرابعة عصرًا وحتى منتصف الليل، والفرق كلها حاضرة في مختلف الملاعب، لكن محدودية الملاعب تشكل عائقًا رئيسيًا أمام تطوير المواهب". وأضاف أن وجود ملعب واحد فقط لأربعة عشر ناديًا يجعل الأندية في صعوبة كبيرة لتدريب اللاعبين، وهو ما يحد من الاستفادة الكاملة من الحماس الشبابي.
وأشار المستشار إلى أن الخطط الاستراتيجية لتطوير الرياضة واكتشاف المواهب لا تزال محبوسة في إدارات الوزارة، مؤكدًا على ضرورة دعم الشباب رياضيًا وتعليميًا، باعتبار الرياضة وسيلة مهمة لصقل قدراتهم وحمايتهم من الانحراف. وأوضح أن الأندية الحالية لم تواكب حجم الطلب على النشاط، معتبرًا أن توفير منشآت حديثة وقادرة على احتواء الشباب وإبداعهم أصبح ضرورة ملحة.
وأكد رازح أن الرياضة كانت دائمًا وسيلة لتوحيد الشباب قبل الانقسام السياسي، مستذكرًا تجربته مع المنتخب اليمني للناشئين في الكويت، حيث تم التنسيق بين المنتخب الشمالي والجنوبي، وتشكيل علم موحد خلال البطولة الآسيوية للناشئين. وقال: "الرياضة يجب أن تظل محايدة عن السياسة، وأتمنى أن ترفع جميع الأطراف عن الرياضيين أي قيود، وأن يتم إطلاق سراح من يقبعون في السجون، لأن نشاطهم هدفه رياضي بحت ولا يمثل تهديدًا لأي طرف".
وفيما يخص الوضع الرياضي المحلي، وصف رازح مأرب بأنها مستقرة أمنياً وسياسياً، وأن الشباب متحمسون ومقبلون على ممارسة الرياضة بشكل كبير، لكنه شدد على أنهم بحاجة إلى "حاضنة" حقيقية، وأن الأندية الحالية لم تواكب حجم الطلب. وطالب بتوفير أكثر من خمسة ملاعب رياضية لاستيعاب الفرق وتدريب اللاعبين، موضحًا أن ملعبًا واحدًا لا يكفي لتطوير مستوى الفرق ورفد المنتخبات الوطنية بلاعبين متميزين.
واستعرض المستشار تجربة الرياضة اليمنية في الستينيات والثمانينيات، مذكراً بأندية قوية مثل نادي أهلي الحديدة الذي كان يُعرف بـ "برازيل اليمن"، ونادي أهلي تعز والطليعة، والتي ساهمت في رفد المنتخبات الوطنية بالعديد من النجوم، معربًا عن أسفه للوضع الحالي لهذه الأندية التي تعاني في "قاع الرياضة". كما دعا أعضاء المجلس الرئاسي والقيادات الرسمية، مثل الفريق الركن طارق صالح، إلى تبني ودعم الأنشطة الرياضية على مستوى الوطن ورفع شأن الأندية والمنتخبات الوطنية.
في السياق نفسه، أعرب اللاعب الناشئ الزبير عبد الله محمد المشامي، أحد أبرز لاعبي المنتخب اليمني للناشئين، عن تفاؤله بمستقبل الرياضة في المحافظات المحررة، مؤكدًا أن مستوى كرة القدم للناشئين قوي ويزداد تطوراً مع استمرار التدريب والدعم المنتظم. وأوضح المشامي أن أبرز التحديات التي تواجه اللاعبين هي عدم الاستمرارية في التدريب، مشددًا على ضرورة التوازن بين الدراسة والممارسة الرياضية، مؤكداً أن الالتزام المستمر هو طريق تطوير المهارات والموهبة.
وتحدث المشامي عن مشاركته في بطولة كأس آسيا للناشئين في قرغيزستان، حيث حقق المنتخب اليمني الفوز في جميع مبارياته، معربًا عن طموحه في الاحتراف خارج اليمن مستقبلاً، وداعياً الجهات الرسمية والأندية إلى توفير دعم مستمر للاعبين الناشئين لضمان رفد المنتخبات الوطنية بالقدرات الكروية المميزة.
جمع الخبر تصريحي الأستاذ علي رازح والمشامي على أن الرياضة رسالة وطنية، وأن دعمها وتطويرها يمثل خطوة أساسية في بناء جيل شاب قادر على المنافسة الدولية ورفع اسم اليمن عالياً في مختلف المسابقات الرياضية. وأكد كلاهما على ضرورة تطوير البنية التحتية الرياضية في مأرب والمناطق المحررة، وتحسين الأندية لتكون حاضنة حقيقية للشباب، مع تفعيل البرامج التي تكشف المواهب وتدعم استمرار اللاعبين الناشئين، إضافة إلى تحييد الرياضة عن النزاعات السياسية وضمان سلامة الرياضيين المحتجزين، ورفع مستوى المنتخبات الوطنية بما يليق بتاريخ الرياضة اليمنية.