شئون دولية

الأحد - 20 أكتوبر 2019 - الساعة 01:12 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل _متابعات

كشف تحقيق مطول لصحيفة "ميديا بارت" الفرنسية، للكاتب يان فيليبان عن تفاصيل جديدة عن فساد قطر، متمثل في ناصر الخليفي، رئيس "بي إن سبورتس" BeIN Sports، وكيفية تسهيل حصولها على تنظيم كأس العالم من خلال رشوة أحد كبار مسؤولي الفيفا السابقين، وهو جيروم فالكي، الذي كان الرجل الثاني في الفيفا سابقاً. ووضع الكاتب تسلسلًا زمنيًا لبعض الأحداث، وتساءل عما إذا كان هذا التسلسل مُصادفةً كما يدّعون.

ففي القضية التي أدت إلى ملاحقته قضائيًا بتهمة "الفساد" في سويسرا، تكشف وثائق سرية كيف نظم ناصر الخليفي رئيس "بي إن سبورتس" تمويل فيلا فاخرة يسكنها الرجل الثاني سابقاً بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وفي الوقت نفسه قام بتوقيع عقد نقل تلفزيوني سخي مع الاتحاد الدولي في وقت كان فيه منح تنظيم كأس العالم لقطر مهدَّدًا.


وجاء في المقال: "في سردينيا، في الثالث عشر من أكتوبر 2017، انطلقت سيارات "ألفا روميو" القوية الرمادية التابعة لوحدة الجرائم المالية على الطريق المؤدي إلى ارزاشينا، بالقرب من بورتو سيرفو أو كما تسمى: سانت-تروبيه الإيطالية. وداهم عناصر الشرطة فيلا فاخرة مساحتها 438 متراً مربعاً وتطل على أحد أكثر شواطئ البحر المتوسط جاذبية وقاموا بتفتيشها. كان جيروم فالكي، نائب رئيس الفيفا السابق، هو مستأجر الفيلا السعيد.

وفي الأمس قامت عناصر الشرطة الفرنسية التابعة لمكتب مكافحة الفساد بتفتيش مبنى بولون-بيلانكور الذي يضم مقر إدارة نادي باريس سان جيرمان وقناة BeIN Sports ومكتب رئيسهما النافذ ناصر الخليفي، وهو وزير بلا حقيبة ورجل ينفذ ما تريده قطر على صعيد الرياضة.


لقد مر عامان منذ أن وجّه الادعاء الفيدرالي السويسري تهمة "الفساد الخاص" إلى ناصر الخليفي وجيروم فالكي. وتشتبه الوزارة العامة للكونفدرالية (الجهاز المعني بالتحقيق والاتهام في سويسرا) في أن يكون ناصر الخليفي رئيس "بي إن سبورتس" BeIN Sports قد قام بتمويل فيلا الأمين العام السابق بالاتحاد الدولي، إذ إنه "مرتبط" بعقد آخر وقّعه الاثنان في نفس الوقت، وهو عقد شراء حقوق النقل التلفزيوني لكأس العالم من قِبل BeIN مقابل 480 مليون دولار.

وثائق سرية تم تحليلها من قِبل "ميديا بارت" وشركائها في شبكة التعاون الأوروبية الاستقصائية (EIC)، والتي تكشف كواليس هذه القضية المحرجة للغاية بالنسبة إلى ناصر الخليفي، الذي سبق وأن وُجهت إليه اتهامات فساد في فرنسا فيما يخص قضية بطولة العالم لألعاب القوى.

تُظهر وثيقة سويسرية أن مالك قنوات BeIN هو من قدّم الفيلا في البداية إلى فالكي، واشتراها ناصر الخليفي في النهاية بواسطة شركة مسجلة في قطر، ثم أعاد بيعها إلى أحد أصدقائه الذي قام بتأجيرها على الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم بشروط غير اعتيادية.

يكشف تحقيقنا أيضاً عن وجود صلة محتملة بتنظيم كأس العالم 2022 في قطر، والذي يخضع إلى التحقيق القضائي بتهمة الفساد في فرنسا، وسويسرا، والولايات المتحدة الأميركية. حيث يهتم المحققون الفرنسيون بعقدٍ اقترحه ناصر الخليفي على الفيفا قبل التصويت في الثاني من ديسمبر 2010: وعدت قنوات BeIN بشراء حقوق النقل التلفزيوني لبطولة العالم مقابل 300 مليون دولار، بالإضافة إلى مكافأة قدرها 100 مليون دولار في حال فازت قطر بتنظيم نسخة 2022.

بعد دفع ثمن نقل كأس العالم، هل فعلت قطر الشيء نفسه بعد 4 أعوام من أجل الحفاظ عليه؟

وتشير وثائق صادرة عن تسريبات كورة القدم (Football Leaks) إلى أن تمديد هذا العقد، الموقع عام 2014 في نفس الوقت الذي تم فيه تأجير الفيلا، من المحتمل أن يكون نظير قبول الفيفا بتنظيم كأس العالم في قطر خلال فصل الشتاء. ويُظهر تحقيقنا على كل حال أن الدوحة كانت كريمة مع الاتحاد الدولي وأمينه العام جيروم فالكي، في الوقت الذي كان فيه تنظيم كأس العالم في قطر مهددًا.

رفض محامي ناصر الخليفي، السويسري غريغوار مانجات، الرد على أسئلتنا وفضل التحدث مساء البارحة إلى صحيفة لوموند. واكتفى السيد المحامي مانجات بالإشارة إلى أن موكله "أنكر بشدة ارتكابه أدنى مخالفة للقانون"، واستطرد بأنه "يستنكر التلاعب الإعلامي المستمر والمندرج على نحوٍ يثير الشك تحت خطابٍ سياسي تسبب في نشوء توترات موجهة ضد قطر وضد شخصه".

وأضاف قائلًا: "فيما يتعلق بموضوع الدعوى، سيكتفي السيد الخليفي ببساطة بالقول مرة أخرى إنه لا يملك الفيلا، ولم يكن يوماً مالكاً لها".