منوعات

الإثنين - 21 أكتوبر 2019 - الساعة 08:04 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل _ تعز





"سيف. أ"، أحد أبناء جبل حبشي.. كادح وفقير يعول أسرة كبيرة من عمله في بيع العطورات متجولاً في القرى، وكان قبل الحرب يعمل في مناطق تهامة.

سيف، تحتاج زوجته، وهي تقترب من الخمسين عاماً، إلى عملية جراحية قررتها لها الدكتورة عبير الشريف في تعز.. وتبلغ تكاليف العملية أكثر من 300 ألف ريال لا يستطيع حتى توفير نصفها بسبب حالته المادية المنهكة.

حين سمعت حكايته التي يسردها على صديق له قلت له توجه إلى مستشفى المواسط الريفي، هناك تجرى عمليات جراحية مجانية على نفقة الهلال الأحمر الإماراتي، وتواصلت مع هشام الحمادي، مندوب الهلال والمسؤول على المستشفى، ورحب وقال إن المستشفى مفتوح لكل المرضى دون استثناء.

ذهب سيف إلى المستشفى وتم تحديد موعد العملية، ولأن الوقت كان قريب العيد تقرر الموعد بعد العيد.. وجاء الموعد بينما سيف كان مشغولاً بالعمل بائعاً للعطور لكي يطعم أولاده وزوجته المريضة، وتأخر عن الموعد.

ذهب مجدداً، وتم تحديد موعد آخر له، غير أن العقد المبرم مع الهلال كان قد انتهى ولم يتم التجديد، لأن الهلال الإماراتي كان يستعد للمغادرة بسبب حملات الإخوان الممولة من قطر والشرعية التي تعمل ذراعاً للإخوان وقطر من داخل الرياض.

حصل سيف على موعد لاحق بعد تجديد العقد على أمل أن يتم استئناف العمل، لكن الهلال غادر المواسط في الحجرية، وغادر عدن واليمن بكلها، وترك خلفه آلافاً من أمثال سيف الحبشي ينتظرون أملاً بتجديد عقود مشاريع الهلال.

أكثر من 300 ألف كُلفة العملية.. هل لدى إخوان قطر بديل يذهب إليه الحبشي ليجري عملية جراحية لزوجته.. هل للهلال القطري مستشفى يجري عمليات جراحية للفقراء دون مقابل.

طواحين السياسة لا تأبه لمواجع المسحوقين، وجرائم إخوان اليمن الذين تحركهم مفاتيح تميم موزة لن تتوقف وستطال كل عمل خير وعمل وطني ومبادرة إنسانية.

يملك الإصلاح كثيراً من المستشفيات وكثيراً من المال، غير أن سيف الحبشى لن يحصل منهم على 300 ألف ريال. حدود 600 دولار لإجراء عملية جراحية لزوجته.

سيف الحبشي، إحدى الحالات فقط... والكثير من الذين كانوا ينتظرون دورهم لإجراء عمليات جراحية في مستشفى المواسط الريفي، سيوجعهم كثيراً حين يسمعون أن من كان يدفع نيابة عنهم تكاليف العمليات الجراحية قد غادر اليمن.

"متى شرجعوا".. هكذا كان رد سيف الحبشي وأنا أبلغه الليلة بمغادرة هلال الإمارات من اليمن.. لن يرجعوا قريباً.