شئون دولية

الأربعاء - 22 يناير 2020 - الساعة 02:55 م بتوقيت اليمن ،،،

طهران

هددت كتائب "حزب الله" العراقي بطرد الرئيس برهم صالح من بغداد، إذا التقى نظيره الأميركي دونالد ترامب، على هامش منتدى "دافوس".

وأطلقت الكتائب الموالية للنظام في طهران على خلفية تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بعد تصفية قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني بغارة أميركية واستهداف منشآت عسكرية تابعة لميليشيا حزب الله العراقي الذي تربطه صلات وثيقة بطهران.

وقال المسؤول الأمني للكتائب أبو علي العسكري "نشدد على ضرورة التزام برهم صالح في عدم اللقاء بترامب، وزمرة القتلة التي ترافقه".

وأضاف في تغريدة له على تويتر "بخلاف ذلك سيكون هناك موقف للعراقيين تجاهه (صالح)، لمخالفته إرادة الشعب، وتجاهل الدماء الزكية التي أراقتها هذه العصابة".

وتعكس التهديدات شديدة اللهجة إلى وجود توتر بين إيران والرئيس العراقي الذي قطع الطريق في أكثر من مناسبة على مساعي نظام ولاية الفقيه لترشيح شخصية سياسية موالية للجمهورية الإسلامية خلفا لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي.

فقد فضّل صالح الاستقالة على تكليف مرشح طهران أسعد العيداني، ليفتح الباب على تطورات عديدة محتملة.

وحتى الآن، رفض صالح تكليف ثلاثة مرشحين تقدم بهم تحالف البناء، الذي يضم جميع النواب المؤيدين لإيران في البرلمان العراقي، وهم كلّ من وزير النفط الأسبق إبراهيم بحر العلوم عن المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة همام حمودي، ووزير التعليم في الحكومة الحالية المستقيلة قصي السهيل عن ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، ومحافظ البصرة الحالي أسعد العيداني عن تحالف الفتح بزعامة هادي العامري.




ونقلت مصادر سياسية قبيل مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني أنه تدخل في ذلك الوقت شخصيا لدعم ترشيح العيداني، مؤكدة أن سليماني توعد بإقالة صالح ومطاردته في حال لم يمرّر المرشح المذكور.

وذكرت المصادر أن من بين أشكال التهديد التي استخدمتها طهران ضد صالح إرسال طائرات مسيّرة للتحليق فوق منزله في بغداد، خلال اجتماعات له مع مسؤولين وساسة.

وخيّر برهم صالح في الوقت الحالي تغليب المصلحة العامة والاستجابة لمطالب المتظاهرين رغم الضغوط الإيرانية المسلطة عليه.

ومعظم صلاحيات الرئيس في الدستور العراقي شكلية، إلا أن حقه في تكليف مرشح الكتلة البرلمانية الأكثر عددا بتشكيل الحكومة، هو المهمة الأخطر الموكلة إليه.

وتهديدات كتائب "حزب الله"، الذي يعد أحد فصائل "الحشد الشعبي"، وسلة من وسائل الضغط التي يعتمدها النظام الإيراني ضمن محاولات القفز على تحركات الشارع وضمان نفوذه الواسع في البلاد.

وكان مقتل 28 مسلحا للكتائب جراء ضربات جوية أميركية على مواقعها في محافظة الأنبار غربي العراق، البوادر الأولى لشرارة التوتر بين واشنطن وطهران.

وجاء الرد الأميركي بعد اتهام واشنطن لميليشيا حزب الله بالمسؤولية عن هجمات صاروخية متكررة على قواعد عسكرية تستضيف جنودا أميركيين، قتل في إحداها مقاول مدني أميركي قرب كركوك.