وكالات

الخميس - 27 فبراير 2020 - الساعة 04:50 م بتوقيت اليمن ،،،

لندن

طالب المدير العام لوحدة المخابرات العسكرية البريطانية “إم.آي 5”، شركات التكنولوجيا الكبرى بابتكار تقنيات تمنح أجهزة الأمن إمكانية الوصول إلى الرسائل السرية المشفرة للأشخاص المشتبه في تخطيطهم لهجمات إرهابية في المملكة المتحدة.

وذكر موقع قناة “آي.تي.في نيوز” البريطانية، أن أندرو باركر، أوضح أن العالم الحقيقي خاضع للتنظيم والانضباط، فيجد أنه أمر “محير” أن ذلك لا ينطبق على الفضاء الإلكتروني الذي وصفه بـ”الفضاء المتوحش وغير المنظم ولا يمكن أو يصعب الوصول إليها من قبل السلطات الأمنية”.

وتستخدم تطبيقات المراسلة الأكثر شعبية في العالم مثل واتسآب وتيليغرام، وتطبيقات أخرى غيرها تشفيراً بين المرسل والمستقبل، مما يعني أن محتوى الرسائل لا يمكن قراءته إلا بواسطة المرسل أو المستقبل، ولا يمكن اعتراضه من قِبل طرف ثالث، مثل الجهات الأمنية، وهو ما يثير انزعاجا لدى الحكومات لعدم قدرتها على كشف مراسلات المتطرفين والإرهابيين، والتي يمكن أن تمنعهم من القيام بهجمات إرهابية.

وتبني هذه التطبيقات شعبيتها على ثقة المستخدمين بها من خلال حماية الرسائل وتشفيرها بين المرسل والمستخدم. وتشكّل مسألة إطلاع الجهات الأمنية على مراسلات المشتبه بهم معضلة بالنسبة إلى شركات الإنترنت التي لا تريد المغامرة بسمعتها وخسارة المستخدمين.

وتوجه باركر لشركات التقنية قائلا “هل يمكنكم استخدام التقنيين الرائعين لديكم للإجابة عن هذا السؤال: هل يمكن ابتكار وتقديم خدمات تشفير بين الطرفين المرسل والمستقبل ولكن على أساس استثنائي عندما يكون هناك أمر قضائي أو سبب مقنع للقيام بذلك، بما يوفر إمكانية إيقاف أخطر أشكال الضرر التي تحدث؟”.

أندرو باركر: العالم الحقيقي خاضع للتنظيم والانضباط، أمر محير أن ذلك لا ينطبق على الفضاء الإلكتروني المتوحش

ويعدّ حديث أندرو، الذي تنتهي مدة رئاسته لإدارة “إم آي 5” في أبريل، لبرنامج “تونايت” على قناة “آي.تي.في نيوز”، سبقاً صحافياً كبيراً، حيث سمح بالاطلاع على جانب من المسموح بالإعلان عنه من أنشطة وكالة المخابرات العسكرية، التي تشارك في مجال مكافحة الإرهاب ومكافحة التجسس.

وعلى مدار ثلاثة أشهر، سُمح لكاميرات قناة “آي.تي.في نيوز” الإخبارية بالتصوير داخل جهاز الأمن لأول مرة، حيث سيتم بث نسخة مما تصويره في حلقة برنامج “تونايت” الخميس. وأضاف أندرو قائلاً في سياق اللقاء التلفزيوني، إن إدارة “إم.آي 5”، “لا يمكن أن تراقب عن كثب” كل شخص يخطط للإرهاب، رداً على سؤال حول الهجمات التي نفذها في عام 2017 أشخاص كانوا معروفين بالفعل لدى “إم.آي 5”.

وخلال 6 أشهر في عام 2017، وقعت خمس هجمات في المملكة المتحدة هي وستمنستر بريدج ومانشستر ولندن بريدج وفينسبري بارك وبارسونز غرين.

وطمأن أندرو معظم سكان المملكة المتحدة قائلاً إنهم يجب ألا يشعروا بالقلق من أن جهاز “إم.آي 5”، يتجسس عليهم بأي شكل من الأشكال، موضحا “نحن مهتمون فقط بالأشخاص الذين يخططون لإلحاق الأذى بالمجتمع. نحن مهتمون بالإرهابيين والجواسيس، وهذا هو هدف جهاز “إم.آي 5”
وشرح كيفية إدارة العمليات قائلا “نحن لا نعالج عملنا من خلال مراقبة مجموعات ضخمة من المواطنين، إنما نفتش، كما تعلمون، عن أي علامات من بين الـ65 مليون نسمة لنرصد من الذي يجب علينا، كما تعلمون، أن نراقبه عن كثب أكثر”، مكرراً أن “إم.آي 5”، لا تقوم بمراقبة السكان في المملكة المتحدة “نحن لا نفعل ذلك”. واستجابت بعض التطبيقات لمطالب أجهزة الأمن، حيث قامت الشركة المطورة لخدمة التراسل الفوري تيليغرام، في سبتمبر 2018، بتحديث سياسة الخصوصية لديها للتأكيد على تعاونها مع المحققين في القضايا المتعلقة بالتطرف والإرهاب فيما عدا روسيا، وذلك عبر تضمينها جملة تنص على أنها قد تقوم بتسليم عنوان بروتوكول الإنترنت IP الخاص بالمستخدم ورقم هاتفه في حال تلقيها لأمر محكمة يشير إلى أن هؤلاء الأشخاص مشتبه في أنهم إرهابيون.

وتعتقد شركة تيليغرام أنها تمتثل الآن لمبادئ الاتحاد الأوروبي المتعلقة باللائحة العامة لحماية البيانات، وأشار بافل دوروف، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة تيليغرام إلى أن هذا التعديل سوف يجعل الخدمة أقل ملاءمة للإرهابيين الذين قد يسعون إلى استخدامها من أجل نشر الدعاية أو تجنيد الأشخاص.

وذكر دوروف أن هذا التغيير قد تم إجراؤه للالتزام بقوانين الخصوصية الجديدة للاتحاد الأوروبي، وأكد للمستخدمين الروس أن الشركة سوف تستمر في حجب بياناتهم عن الوكالات الأمنية”.

وسبق أن هاجم مسؤولون بريطانيون التطبيقات المشفرة، بعد حوادث إرهابية معلنين عن رغبتهم في حظر أي منصة أو وسيلة تساهم في التستر على الإرهابيين، ومن أهمها تطبيق واتسآب.