جرائم وانتهاكات

الجمعة - 16 أبريل 2021 - الساعة 05:22 م بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - خاص





يتزايد الحديث عن فساد منظمات الإغاثة الدولية العاملة في اليمن وتقديمها لمشاريع إيوائية وغذائية تفتقر للحد الأدنى من المعايير المطلوبة في ظل غياب الجهات الرسمية المسؤولة عن الرقابة والمساءلة أو تنظيم عمل المنظمات والإشراف عليها.

وتعد حوادث الحرائق المستمرة في مخيمات النازحين في الحديدة واحدة من أكثر مظاهر فساد المنظمات الدولية المسكوت عنها والمتمثلة في مشاريع إيواء فاشلة أو احتيالية يتم تنفيذها بعشوائية ولا تراعى فيها معايير الجودة والسلامة، حيث لا يكاد يمر شهر دون وقوع عدد من هذه الحوادث المؤلمة التي يذهب ضحيتها النازحين.

وكان آخر هذه الحرائق، الذي وقع قبل أيام في مخيم العليلي بالخوخة، قد التهم ما يزيد على ١٥ منزلا مبنيا من القش وجذوع النخيل، مدمرا كل ما فيها من الممتلكات.

وفي منتصف الشهر الماضي أودى حريق في مخيم للنازحين بمديرية الدريهمي بحياة أم وأربعة من أطفالها.
وعلى مدى العامين الماضيين شهدت عدد من مخيمات النازحين في الحديدة حوادث مشابهة أدت إلى مقتل عشرات النازحين وإلحاق الأضرار بممتلكاتهم.

ويرجع المواطنين السبب وراء ذلك إلى إهمال المنظمات الدولية وفسادها وتقاعس الجهات الحكومية عن القيام بمهامها في الرقابة والمتابعة.

ويشكوا الكثير من النازحين في الساحل الغربي من أن المخيمات التي اقامتها لهم المنظمات مهددة بالاحتراق في أي لحظة وتعريض حياتهم وممتلكاتهم للخطر، حيث أن احتراق خيمة واحدة قد يمتد ليشمل عشرات الخيم المجاورة لها وذلك بفعل تقاربها الشديد وافتقارها الى طفايات حريق لاخماد النار في بدايتها.

محمد حسن (٤٠ عاما) وهو نازح من مدينة الحديدة إلى مخيم العليلي في الخوخة يوضح في تصريح للـ "صدى الساحل" أنه منذ وصوله الى المخيم في ٢٠١٨ شهد عشرات الحرائق بعضها يتم إطفائها في بدايتها وبعضها التهمت عدة خيم وتسبب في خسارة أرواح وممتلكات تعود للنازحين.
مضيفا: كنا نتوقع أن تضع المنظمات حلا لمثل هذه الحوادث المتكررة ولكن للأسف لم يتم الاستجابة لنداءتنا ومطالباتنا وفي كل مرة يحصل حريق في هذا المخيم أو غيره نجدد رفع صوتنا والمطالبة بحل ولكنهم يقابلونا بتجاهل تام وكأن الأمر لا يعنيهم.


ويشير النازح عبده فتيني إلى أن إحدى المنظمات وعدتهم قبل عام بتوفير طفايات حرائق، لكنها لم تفي بوعدها من ذلك الحين.

ويضيف: المنظمات يحتالون علينا بمشاريع وهمية ويستلمون الملايين بإسمنا، تركنا بيوتنا وخرجنا هاربين من جحيم الحوثي ولكن وقعنا هنا في جحيم المنظمات.

ولمعرفة السبب الكامن وراء هذه الحوادث المتكررة توجهنا بالسؤال إلى مدير الوحدة التنفيذية بالحديدة الأستاذ حميد الخزان الذي أوضح أن وجود المطابخ داخل الخيم هو ما يؤدي إلى إحداث الحرائق بالإضافة إلى افتقار المخيمات لطفايات حرائق حيث اكتفت المنظمات بالتوعية وهي غير كافية، وأشار إلى أن الحل لتفادي وقوعها مرة أخرى هو استبدال الخيم بمساكن غير قابلة للإشتعال.

وأضاف الخزان في حديثه لـ "صدى الساحل" أنهم في الوحدة التنفيذية يعتزمون تنفيذ مشروع لبناء مطابخ طينية آمنة وبعيدة الخيم.