محافظات

الثلاثاء - 04 مايو 2021 - الساعة 12:18 ص بتوقيت اليمن ،،،

صدى الساحل - عدن

بينما في كل دول العالم يخرج المواطن في يوم ممطر للاستمتاع بالأجواء والترفيه عن نفسه، يختلف الامر في عدن حيث لا صوت يعلو على الخوف مع زخة مطر، الخوف مما قد تسببه الامطار من السيول المتدفقة التي تعيق حركة سير المركبات بسبب انسداد شبكات الصرف الصحي وعدم وجود بنية تحتية تستوعب الحدث، بالإضافة كذلك إلى الحفريات المنتشرة في غالبية طرقات المدينة، والقمامة والأتربة التي تتحول إلى عائق أمام السير وتلوث الشوارع والأحياء.

معاناة تتكرر كل عام مع حدوث منخفض جوي في اغلب شوارع مدينة عدن، وتتحول الأمطار من مصدر للتفاؤل إلى ايام تحمل معها الكثير من الأضرار والمتاعب للمواطنين.

وتعد مشكلة "الصرف الصحي" مشكلة قديمة جراء إهمال السلطات المتعاقبة في إنشاء شبكة تصريف جيدة والعمل على تسليك المجاري وصيانتها وتنظيفها، لكنها تفاقمت أكثر خلال السنوات الماضية وتحولت الشوارع الى سلسلة حفريات بلا نهاية.

تعطل شريان الحياة في المدينة

مع أولى زخات المطر تتحول أغلب أحياء وشوارع مدينة عدن الى بحيرات للمياه الراكدة تتسبب في شلل كلي لحركة المرور وتشكل نقاط سوداء توقف نشاط المواطنين، ففي ايام هطول الأمطار تتأجل كل النشاطات اليومية وتشل الحركة بسبب ركود المياه التي تسد طريقها بانسداد المجاري والبالوعات.

وفي ساعات هطول الأمطار يعاني كثير من المواطنين من توقف حركه النقل وتكتظ المواقف بالركاب، اما المغامرون الذين يضطرون للخروج الى الشوارع عند تهطل الامطار عليهم قبل ذلك التفكير في كيفية عبور المياه الراكدة المتجمعة في عدد من الشوارع، ومع ذلك يبقى الخطر كبير بكثرة حوادث السير ومشاكل أخرى.

الشاب "احمد سعيد" مالك محل ثياب في مديرية كريتر، قال "إنه يمتنع من الدهاب لعمله أثناء سقوط الأمطار وخاصة إذا هطلت في الوقت الذي يذهب فيه لفتح المحل، وذلك بسبب صعوبة المواصلات وانقطاع الطرق مما يُصعب الخروج إلى الشوارع".

وأضافت في حديث لـ"عدن الغد " أن زحمة السير للسيارات أثناء الأمطار يضاعف المعاناة، وكل عام يتكرر الامر ذاته ونعيد تكرار مناشدتنا ولكن لا حياة لمن تنادي.

استياء وغضب كبير

يعيش أغلب سكان مدينة عدن خاصة القاطنين في الأحياء الشعبية حالة من الاستياء والانزعاج جراء تعطل مصالحهم وغياب تدخل الجهات المعنية في ايجاد حلول للمعاناة خلال حدوث منخفض جوي على المدينة.

"الحاج سالم " سائق باص في الشيخ عثمان قال "إن سائقي الباصات وسيارة الأجرة أكثر المتضررين من ركود المياه وارتفاع منسوبها في الشوارع والأحياء لأنهم يتضررون بشكل كلي إما بتوقفهم عن العمل أو العمل ايام حدوث منخفض جوي وهطول الامطار وهو ما يسبب لهم أعطال كثيرة ويكبدهم. الخسائر.


مخاوف من تفشي الأوبئة

ويزيد انسداد المجاري من مخاطر الامراض المتنقلة عن طريق المياه حسب مختصي الامراض المعدية تزيد عن 30 مرض خطيرا في مقدمتها الكوليرا، التيفوئيد، التهاب الكبد الفيروسي، وهي الأمراض المنتشرة في اليمن، وتزداد أكثر في موسم الأمطار.

وترجع أسباب هذه الكوارث التي تتكرر بعد حدوث الامطار اهمال السلطات المعنية بمهمة تنظيف وتسليك وصيانة للمجاري على الاقل مره كل عام.

تكدس للنفايات

وتتكدس النفايات مجدداً في أحياء وشوارع وأزقة مدينة عدن لتختلط بالمياه الآسنة في بعض المناطق، وهو الأمر الذي يفاقم من معاناة السكان، وتتسبب مياه الامطار الغزيرة على المدينة في نشر هذه النفايات وتلوث المدينة وانبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات والأمراض.

يجد الأهالي في إحراق النفايات ضالتهم لحلّ هذه المشكلة، لكنّها في الوقت نفسه تنتج مشكلة صحية أخرى، كون إحراق القمامة المتراكمة في الشوارع والأحياء السكنية، يزيد من تلوث الهواء وانبعاث الغازات السامة التي تسببت بالأمراض التنفسية وأمراض العيون لبعض السكان، ويضطر بعض الاهالي إلى إغلاق الشبابيك والأبواب بشكل محكم طوال اليوم كي لا تدخل إليها هذه الأدخنة وهذا ما يتسبب في حرمانهم من الهواء النقي الذي يخفف من حرارة الجو اللاهب الذي تعيشه المدينة في ظل انقطاعات الكهرباء المستمرة.

وشكا مواطنون من مختلف مديريات محافظة عدن من تكدس أكوام القمامة بشكل مُخيف في المديرية.

وقال المواطنون في معرض شكواهم لعدن الغد " أن أكوام القمامة تتكاثر يوماً بعد آخر أمام منازلهم وأمام سوق الخضار العام في المديرية..فيما لم تقم السلطة المحلية بدورها الفعال تجاه هذه المخلفات.

وأضافوا" بأن مياه الأمطار اختلطت بأكوام القمامة ومياه الصرف الصحي" المجاري" حيث مازالت حتى الآن دون أي تدخلات لإنقاذهم.

وأكدوا" أن تكدس أكوام القمامة في المديرية يشكل خطراً كبيراً على حياتهم وحياة أطفالهم مع تكاثر الأمراض والأوبئة بعد انتشار البعوض على برك مياه الأمطار.

وناشدوا السلطة المحلية وصندوق النظافة والتحسين بالتدخلات العاجل لنقل أكوام القمامة من المديرية.

ووصل الحال بأحد المواطنين في الشيخ عثمان بوصف الوضع البيئي في المدينة بـ"الكارثي".مشيرا إلى أنّ النفايات مكدسة في كلّ مكان. معتبرا ذلك حرباً أخرى على المدينة، فهي تنشر الأمراض وتقتل المواطنين بحسب تعبيره.