كتابات وآراء


الخميس - 04 يونيو 2020 - الساعة 05:41 م

كُتب بواسطة : أ/ أحمد الغزي - ارشيف الكاتب



أحمد رسام نهرٌ تتدفق موجاته ، وتتجدد مياهه.
أحمد رسام شخصية اجتماعية نضالية وطنية ، تدين له الحياة الثقافية بفاعلية ميدانية وبنظر بعيد وتنظيم يتجاوز التنسيق والترتيب إلى الإستشراف والإستنفار والتخطيط ،فكما أنه ليس هناك من هو أكثر منه تشجيعاً وحرصاً على تبني المواهب ، فليس هناك من هو أكثر منه لطفاً وخفة روح في جلساته ، وإذا كان جذاباً رقراقاً يبهرك في تناول أطراف الحديث في الشعر والقصة والأدب فإنه أشد انجذاباً بصوته وهو يترنم يُدَندِنُهُ هدى ضوء الفوانيس التي انسكبت ببعض أبيات المقرئ الزبيدي في حضرة جُلاَّسه.
هذا هو الرسام .. تظلُ عُذوبتهُ الذائبة في نقائه مركز إلهام الكثيرين ممن كرعوا من ذلك الفيض شعاعاً من نور ، كي تُفتح لهم الطريق .. إنه الربيع الذي أيقظ الجميع .. فالجذور التي روت تلك الشجرة الباسقة ترعرعت في مدينة العلم والأدب والثقافة زبيد حيث شَرِبَ من شفاه ليلها وَشْوَشَةَ شروقها ليترجم ذلك همساً ندياً وإخلاصاً يزرعه في نفوس أبنائها ضرورة الحفاظ على مكانة زبيد العلمية.
فبرحيله فقدت زبيد بل اليمن أحد أبرز رجالات الثقافة والأدب من جيل الرواد الذين قادوا مرحلة التجديد الأدبي والثقافي بزبيد التي مهدت لتوسع فضاءات المعرفة والثقافة فكانت إثنينية الرسام وكانت الشعبة الأدبية .. فالمنتدى الأدبي الثقافي .. فاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين .. فالمكتبة العامة .. فمكتب الثقافة .. فمركز المخطوطات ؛ ستظل ترانيم حروفك تشتد وتهتز .. كلما هززنا الجذع تساقط علينا شعراً جنياً ينبعث كلما انبثق الفجر ... فسلاماً لتلك الروح التي حركت ووسعت من فضاءات الأدب والمعرفة ورحمةً ومغفرةً .
حرر بمدينة زبيد المحروسة بالله تعالى قبيل فجر يوم الخميس 12شوال سنة 1441هجرية الموافق 4يونيو 2020م .