كتابات وآراء


الإثنين - 30 يوليه 2018 - الساعة 04:20 ص

كُتب بواسطة : وضحه مرشد - ارشيف الكاتب



يستثمر الحوثي الجهل، يعزز من الأمية، ورداءة مخرجات التعليم، الجهل كالجذور لشجرته الخبيثة، بها يمتص دماء اليمنيين ، ويتغذى عليها، الجهل مصدر قوة أي جماعة إرهابية كجماعة الحوثي ، وسلاحها الفتاك الذي به تسيطر على الجموع ، وتقنع الناس بأنها الحق والحقيقة المطلقة، بأنها كلمة الله على الأرض، وطاعتها واجب ديني مقدس ، يمنحك صكوك الغفران ودخول الجنة.
في الماضي منع الإمام التعليم، وصادر عقول الناس بالخرافات والشعوذة وهرطقات الاصطفاء الإلهي ، واليوم تمارس الجماعة الانقلابية الحوثية نفس الأسلوب بطرق مختلفة ، والهدف " أجيال جاهلة أمية ، أو تخريج أجيال غير مسلحة بتعليم حقيقي "
يتم ترغيب طلاب المدارس من قبل الجماعة الكهنوتية بالذهاب للجبهات مقابل راتب لا يتجاوز العشرون الألف ريال -مبلغ تافه لكن في ظل الفقر الذي اخترعوه فلا عجب أن يقبله حتى الأهالي - ، تغيير المناهج خطوة أخرى لتجهيل الأجيال القادمة بطمس الهوية الدينية والوطنية للطلاب وتزوير التاريخ، عدم دفع رواتب المدرسين دفع بالكثيرين للتوقف عن التدريس، فتم استبدالهم بأشخاص متشبعين بفكر الجماعة الحوثية ، ولايمتون للعملية التعليمية بصلة ، إضافة لتحويل مدارس كثيرة لمخيمات نازحين، أو اقفالها لعدم توفر ميزانية للإستمرار، أما الخطة الجهنمية للجماعة الإرهابية والأخطر بكل جرائمها بحق التعليم كانت بالسماح بالغش في المراكز الإمتحانية في كل مناطق سيطرتها ، خاصة طلاب الثانوية العامة ، وبشكل لم يحدث على الإطلاق ، كما يتم إعطاء غالبية الطلاب علامات مرتفعة تصل لتسعين بالمئة ،هذه النسبة التي تدخلك كلية الطب !!! بما فيهم طلاب في الجبهات ، لم يحضروا حتى للاختبار !!!
الكل ناجح ومتفوق في العهد الحوثي !!! لكن لماذا ؟؟؟؟
هل تدركون حجم الكارثة ؟!
هؤلاء الذين تم منحهم بكرم باذخ علامات مرتفعة دون أي عناء ، إضافة لوساطات خاصة لمجاهديهم من الطلاب حال التقدم للقبول بالكليات ، هؤلاء خلال سنوات فقط سيصبحون الأطباء والمهندسين والمعلمين والإعلاميين والقضاة ودكاترة الجامعة !!!
أعلم أن الأمر يبدو ساخرا وسرياليا ، لكنها الحقيقة المرة .
هل تتخيل نفسك عزيزي القارئ بالغد تخضع لعملية جراحية على يد أحد هؤلاء، أن يرسم لك مخططات منزلك ويبنيه، أن تأتمنه على تعليم ابنك ومستقبله، أن يكون القاضي الذي قد ينصفك؟ !
هذه الجماعة المدرعة بالتجهيل والإفقار ، تخطط لما هو أبعد من مجرد إنقلاب على الحكم، والإستيلاء على السلطة، إنها تخطط للإستيلاء على العقول والمستقبل، بحيث لا تقوم لهذا الشعب قائمة بعدها ، سواءا بقت أم زالت، بالنسبة لها الغاية الكبرى هي بقاء آثار دمارها في الأجيال القادمة .
إن الخطر الأعظم يكمن هنا وعلى الجميع منذ الآن أن يعي ذلك، وأن يعد العدة للمعركة الأكبر التي تبدأ فور التخلص من هذه المليشيا، حينها تبدأ معركة الدولة والمجتمع بإعادة بناء الجيل القادم يمنيا ..وطنيا ..متسلحا بالعلم والثقافة.