الجمعة - 21 سبتمبر 2018 - الساعة 04:03 ص
يتزامن السبت القادم احتفاء الحوثيون بعاشوراء وبيوم الإنقلاب واقتحام صنعاء وإسقاط الدولة، يحتفل الحوثيون بهذا اليوم بمظاهر بذخ واحتفالات كبرى بعد مرور خمس سنوات من تاريخ النكسة، في ظل أزمة مشتقات نفطية طاحنة ، وإرتفاع جنوني لسعر الدولار ومعه السلع الغذائية الأساسية، ومجاعات وصلت بالناس في حجة لأكل أوراق الشجر، وقبلها مات المئات في تهامة جوعا ، طوابير تمتد لأيام في صنعاء لتعبئة الغاز المنزلي، وتطول الأعوام على اليمنيين بلا رواتب ولا وسائل معيشة، طلاب المدارس في الجبهات، يقتلون ليعيش سيد الكهف !!!
سيحتفل الحوثيون بعاشوراء ويلطمون أنفسهم لمقتل الحسين الذي مات قبل 1400 سنة ، ويموت آلاف مظلومين تحت التعذيب في سجون الإنقلاب بلا تهم ولا قضايا ولا محاكمات !!!
عاشوراء ... وذكرى الإنقلاب، وصنعاء وكل اليمن ترتدي ثياب الحداد منذ ثمانية أعوام، حول فيها الحوثيون حياة اليمنيين إلى جحيم .
تشتعل وسائل التواصل الإجتماعي بالسخرية المريرة من الرقص على أوجاعنا، والاحتفال بيوم انتصار البغي والعدوان والموت على الحياة ، ويطغى العلم الجمهوري مزينا بحروف 26 سبتمبر على الصور الشخصية في الفيس وغيره ، هكذا يرد اليمنيون على 21 سبتمبر الأسود ، وفي ميادين إسترداد الجمهورية في الحديدة والساحل الغربي ردود أكبر واعتى.
21 سبتمبر و 26 سبتمبر بينهما خمس أيام ومسافة وطن ، لطالما احتفل اليمنيون بعيد الثورة منذ ستة وخمسون عاما ، لكننا لم ندرك أهمية هذا التاريخ وعظمته إلا منذ 8 أعوام، حين رأينا بأم أعيننا -كأجيال لم تعش ماقبل الثورة- الفارق بين الجمهورية والإمامية " الولاية " ، بين حكم الدولة وحكم المليشيا، بين دولة النظام والقانون والعصابات الهمجية، من يومها وفي كل عام يزداد السادس والعشرين من سبتمبر قدسية وجلالا في قلوب كل اليمنيين، ونفهم لماذا قدم أجدادنا كل التضحيات لهزيمة الكهنوت، ويزداد اليمني قناعة بأن لاحياة له ولا مستقبل لأطفاله دون ثورة ثانية على الكهنوت تجتثه من جذوره بلا عودة .
الفارق بين سبتمبرنا وسبتمبرهم... أن الشعب اليمني في 26 سبتمبر المجيد ثار على الظلم والفقر والجوع والجهل والتخلف والخرافة ، والاستيلاء على الحكم والسلطة ومقدرات الوطن، ثار الشعب على كونه رعية الإمام المتحكم بمصائرهم، لأجل الجمهورية والمواطنة والكرامة، وفي تاريخ 21 سبتمبر المشؤوم 2014 عادت الإمامة بأبشع وأفضع صورها ، هذا مايحتفله به الحوثيون، وذاك ماسنحتفل به بعد خمس أيام، والمسافة بينهما وطن سنسترده مهما غلى الثمن.
تحيا الجمهورية اليمنية ، وشكرا سبتمبر بكل حالاتك وأحوالك، شكرا سبتمبر علمتنا الفرق بين الحرية والعبودية، بين الوطن والحظيرة ، بين أن نعيش احرارا، أو نموت بكرامة .
