الأربعاء - 26 سبتمبر 2018 - الساعة 06:30 ص
قيد في المعصم وأغلال في القدمين ،سجن مظلم وسجان غبي، جوع وفقر وقحط، جهل وأمية وتجهيل، أمراض واوبئة وسوء تغذية، إمتيازات حصرية للسلالة، هم السادة الحكام ونحن الرعية .....
دوي قذيفة دبابة " مارد الثورة " معلنة سقوط دار البشائر ، وسقوط الظلم والظلام ، وبداية فجر عهد الجمهورية في صباح السادس والعشرين من سبتمبر المجيد.
واستيقظت صنعاء على إعلان الجمهورية العربية اليمنية وأهدافها الستة التي كتبها علي عبد المغني مهندس الثورة في إجتماع تنظيم الضباط الأحرار ، والتف الشعب اليمني حول ثورته بعد أن عانى من حكم الإمامة الثيوقراطي لاربعة وأربعين عاما.
استمرت حروب الجمهورية ومحاولة الإمامة استرجاع الحكم والتحريض على الثورة لثمان سنوات، دفع خلالها أجدادنا أرواحهم رخيصة وضحوا بدمائهم الزكية لأجل جمهوريتهم الوليدة، وانتصرت الجمهورية أخيرا بفك حصار السبعين يوما عن صنعاء بقيادة الشهيد البطل عبدالرقيب عبدالوهاب نعمان في عام 1968 م .
في مثل هذا اليوم قبل 56 عاما خلعت اليمن عنها ثوب الملكية الأسود، وتزينت كعروس بالثوب الجمهوري الأبيض.
يحتفل اليمنيون اليوم بعيد الثورة في ظل الإنقلاب الكهنوتي الحوثي، الذي جعلنا نرى بأم أعيننا لماذا استمات أجدادنا من أجل الثورة والجمهورية، وآمنا أن ثورة 26 سبتمبر ثورة الثورات وعيد الأعياد مبجلة ومقدسة.
تدرك الأجيال الآن و التي لم تشهد الثورة أن السادس والعشرين من سبتمبر ليست مجرد ثورة بل ميلاد حياة ، ثورة ساوت بين كافة أبناء الشعب اليمني، ثورة جعلت التعليم والتداوي حق لكل يمني ويمنية ، وجعلت الجميع متساوون أمام القضاء، في دولة يحكمها الدستور والقانون، وجمهورية يتولى الحكم فيها من يفوز بالانتخابات ويختاره الشعب، ثورة فتحت اليمن على العالم بعد عهود الإنغلاق والإنعزال والتي جعلت اليمني يعيش في زمن لا ينتمي لعصره، ثورة أنجبت سياسيين وأطباء ومحامين ومهندسين وفنانين وجيل يتحدث لغات ويتعامل بالتكنولوجيا، ثورة صعدت أبناء الفلاحين والبسطاء إلى مناصب الدولة العليا .
نصف قرن ونيف منذ أن صدح محمد الفسيل عبر إذاعة صنعاء بالبيان التاريخي " بسم الله وبسم الشعب تعلن قيادة الجيش سقوط الملكية وقيام حكم الجمهورية العربية اليمنية إبتداءا من الساعة الخامسة من ليلة الخميس 27 ربيع الثاني 1382 هجرية الموافق 26 سبتمبر 1962م " ، نصف قرن ونيف منذ أن ثار اليمنيون لأجل العدالة والمساواة والحرية والكرامة ، وخمس سنوات عجاف منذ عودة الإمامة الثانية في إنقلاب 21 سبتمبر 2014 المشؤوم، والتي يستميت فيها الكهنوت الحوثي لطمس معالم ورموز الجمهورية والثورة اليمنية، والذي يحصل أننا نتمسك بها أكثر ونعرف عنها أكثر ونبجلها أكثر وأكثر، كأنها جينات نتوارثها جيلا بعد جيل .
رغما عن أنف الحوثي يحتفل اليمنيون بالذكرى السادسة والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر في بيوتهم في مدنهم وقراهم في وسائل التواصل الإجتماعي ،بايقاد شعلة رمزية على أسطح المنازل، بالاستماع للاغاني الوطنية، بتزيين صفحاتهم بالعلم الجمهوري ، بنشر قصص الثورة وأبطالها وسردها لأطفالهم.
نجح اليمنيون في الاحتفال والاحتفاء بثورة 26 سبتمبر المجيدة ، وفشل الحوثيون في الإلتفاف عليها، وبقي على اليمانيون الأحرار إستعادة جمهوريتهم المسلوبة من براثن الإمامية الثانية كي لا نعود لعصور الظلام والظلم والتجهيل والانغلاق .
بقي علينا نحن من ولدنا في عهد وكنف الجمهورية أن نفي لدماء شهدائنا وأجدادنا بالثورة على الكهنوت الحوثي.
**أدين بالولاء والامتنان لأمي القديسة -لروحها السلام -والتي كانت دوما تدفعني للتعليم وتكرر " أحمدي الله انك اتولدتي بعهد الجمهورية " ، وللجمهورية والذي بفضلهما تعلمت ودرست وتوظفت وصرت إنسانة حرة مستقلة، كما أدين بالوفاء لدماء أجدادي ولمستقبل ابنتي بأن اواصل النضال ضد الكهنوت حتى اجتثاثه ليعيش أطفالنا واحفادنا بأمان.
***المجد والخلود لشهدائنا الأحرار ، والخزي والعار لكل إمامي حوثي كهنوتي ظاهرا وباطنا ، وكل عام واليمن وكل يمني جمهوري بألف خير .