كتابات وآراء


السبت - 06 أكتوبر 2018 - الساعة 03:30 م

كُتب بواسطة : وضحه مرشد - ارشيف الكاتب



في عام 2014 م سقطت صنعاء بدون رصاصة واحدة بيد مغتصبها ، ثم سقطت اليمن كلها بيد غول المجاعة والجوع بعد خمس سنوات من الحرب، استنفذ اليمنيون كل أسلحة المقاومة والصبر، من المدخرات إلى بيع المقتنيات والاستدانة، ثم التقشف ، حتى عجز الرجل عن إطعام أطفاله ،في ظل حكم الإنقلاب الذي سرق حتى الفتات ، وافتعل الأزمات، وتاجر بمعاناة الناس ، واثري ثراءا فاحشا من فقرنا وجوعنا .
كالقشة التي قصمت ظهر البعير، الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار والانهيار الكارثي للريال ، أطلقت بعده دعوات مختلفة للتظاهر بعموم محافظات الجمهورية، وفي حين خرجت مظاهرات بتعز وعدن ، لم تعترضها الحكومة رغم تجييرها لصالح "س" أو "ص" من الأحزاب ومنتفعيها، وتحويلها عن سياقها من شعارات الجوع ومطالب دعم الريال ، إلى شعارات عدائية ، بل وتجاوزتها لشعارات تضامن مع فلسطين !!!
غدا السبت السادس من أكتوبر ، يفترض أن تخرج مظاهرات #ثورة_الجوع في صنعاء، فكيف كانت ردة فعل حكام صنعاء الانقلابيين عليها قبل خروجها حتى ، مع التذكير أن الإنقلاب أسقط صنعاء حين دخلها متظاهرا ضد جرعة حكومة باسندوة الخمسمية ريال !!!
تهديدات وسخرية ووعيد من الحوثيين على مواقع التواصل الإجتماعي من الخروج غدا في ثورة الجياع، خطاب هستيري لسيد الكهف خارج المنطق وبعيدا عن حجم اللحظة وهموم الشارع اليمني ، تداعي واوامر حوثية في صنعاء للحشد ووقفة مسلحة لمواجهة العدوان غدا أمام الجامعة الجديدة ....
هل تعلمون ماهذا ؟ إنه الخوف ياسادة، الخوف من ثورة حقيقية في صنعاء ، صنعاء التي إن انتفضت لقلعت الأخضر واليابس ، وجرفت كل مايعترض سبيلها ، صنعاء التي إن خرجت سيخرج التعزي والعدني والصنعاني والصعدي والتهامي، والزيدي والشافعي، الإصلاحي والمؤتمري والاشتراكي والناصري، صنعاء التي بيدها مصير حكام اليمن عزة وذلة، صنعاء التي آخر من يصرخ وأول من ينتصر.
إن خرجت صنعاء فقط ... فستخرج كل محافظة تحت حكم الإنقلاب الحوثي ، معلنة بداية النهاية لجماعة الكهنوت وللحرب والجوع.
يتهم الكثيرون صنعاء بالخنوع والجبن، صنعاء خائفة ... صنعاء منهكة ربما !!! لكنها مخيفة إن غضبت، صنعاء هي ورقة الجوكر واليانصيب والرهان الأخير، فهل ستخرج صنعاء غدا ، هل ستنتفض وتثور على مغتصبها وتستعيد كرامتها، أم ليس بعد ؟! إن غدا لناظره قريب .
ماهو مؤكد بلا أدنى شك أن جماعات الكهنوت تحفر قبرها بيدها ، وتقترب كل يوم من حتفها بعدوانيتها ووحشيتها، وأن صنعاء لابد يوما ثائرة.