كتابات وآراء


السبت - 06 أكتوبر 2018 - الساعة 03:33 م

كُتب بواسطة : أ / علي قابل - ارشيف الكاتب





كنت أود الكتابة عن الأحداث الجارية على الساحة ولكن حدث جلل أربك كل ترتيباتي وجعل الكلمات تصطف بحزن عميق ووجع أليم في وداع فارس جسور وعملاق من عمالقة تهامة وهو العقيد مناجي شوعي حجري قائد اللواء الثاني بالمقاومة التهامية..
في ذمة الله أيها البطل الذي استأثر تراب تهامة بحضنه أخيرا بعد أن كانت تهامة في قلبه وعقله وإيمانه..
كان مناجي رجل بأمه تحركه قيمه إلى المقدمة والصفوف الأولى دون تردد أو اعتبار لحسابات مربكة للحياة والموت.
كانت تهامة شغله الشاغل وكان أبنائها هم همه الأكبر..
كان قريبا من الصغير والكبير..
من الصديق والعدو..
قلبه الطاهر لا يعرف الحقد وعقله الراجح لايعرف الا الحق..
معركته أخلاقية بإمتياز، خاضها بشرف وأخلاق، حتى استطاع رحمه الله ان يؤثر في نفس وعقل المخالف له بنفس تأثيره في عقول جنده وأصحابه ورفاقه..
كان بطل جسور تأبى نفسه المواربة والمداهنة في الحق وتسعى لأن تسطر تاريخ عظيم فواصله من البطولة والتضحية والإخلاص...
رحل مناجي وبقيت بذوره التي غرسها في صدور الرجال والتي حتما ستورق حرية ونضال حتى النصر..
لن تنساك تهامة ولن ينسوك التهاميين أبدا أيها الرمز الرائع الخالد...
لن ينسى الرفاق مدرستك الخاصة التي كان الصدق والشرف والإخلاص والشجاعة مواد إلزامية نهل منها كل من تعامل معك وناضل بجوارك وتمترس خلفك حين كنت تجود بنفسك ووقتك في سبيل الله دفاعا عن الحق وأهله..

تهامة مدرسة يترجل عنها كل يوم عملاق نتألم حزنا وكمدا عليه ولكن ما علمنا إياه كفيل بأن يخلق فينا الف عملاق والف فارس فالأخلاق والشجاعة لا تروى وإنما تصنع على عين وتسبك على التجربة...
نعزي الأرض والإنسان بفقدهم ولكننا نعلم أنهم لم يرحلوا مجرد أفراد، بل شموس قد أشعلت في قلوب الرفاق والأصحاب والمجتمعات مصابيح لن تنطفئ وجذوات لن تهدأ حتى يعود الحق لأصحابه..
كم كنت ا شتاق للقائك أيها القائد الفذ ولكن أمر الله حاصل وقدره نافذ فإلى الجنة أيها الشيخ المرابط المجاهد فإن موعدنا هناك..
أيها التهاميون الأبطال ان الفكرة لا تموت بموت القادة وإنما تستعر في نفوس المؤمنين حتى تتحقق على الأرض واقع ملموس يلمسه الكبير والصغير والقريب والبعيد فسيروا على ما كان صاحبكم وجودوا بالغالي والنفيس والله معكم والحق معكم والنصر لكم..
رحم الله كل الشهداء ونصر الله كل الأبطال الذين يقفون في صف الحق ويدافعون عن القيم..
والحمدالله أن قادة تهامة في الصفوف الأولى يجودون بأنفسهم ويختلطون بأهلهم لا حائل بينهم ولا جدار..

النصر والعزة والمجد لتهامة والرحمة والمغفرة للشهداء..

وعظم الله أجر الجميع..