كتابات وآراء


السبت - 17 أبريل 2021 - الساعة 01:42 ص

كُتب بواسطة : عدنان حجر - ارشيف الكاتب


«سيفاس بنساه» افريقي من غانا،، يعمل ميكانيكي سيارات وآلات زراعية في ألمانيا، ويحكم قبائل «هو هو» في غانا عبر تطبيقات وسائل الاتصال الحديثة كسكايب، فبعد أن ذهب إلى ألمانيا للدراسة قرر الاستقرار هناك إلى أن شاء القدر أن يصبح ملكاً على قبيلته ويحكم أكثر من 300 ألف نسمة لكونه الوريث الشرعي للحكم بعد وفاة جده.
الغريب ليس في أنه يحكم شعبه ويتواصل مع وزرائه وحاشيته عبر سكايب بقدر ما هو أغرب أن شعبه تقبل هذا الأمر بصدر رحب مما يدل أن لديهم عقلية مخالفة لما هو سائد بين شعوب العالم، التي من الصعب عليها تقبل مثل هذه الأمور في أوطانهم، ومقارنة بدول كثيرة حول العالم يعد هذا الأمر نادر الحدوث بكافة جوانبه، ففي حين تتصارع النخب والأحزاب السياسية للوصول إلى كرسي الرئاسة والانخراط بالعمل السياسي انخراطاً كاملاً متكاملاً يختار «سيفاس» أن يكون بعيداً على بلده وكرسي الحكم الذي يشغله ليعمل ميكانيكياً في ألمانيا.ويحكم محكوميه عن بعد برغبتهم وموافقتهم...
@ قبائل الـ«هو هو» أثبتت أنها من أكثر شعوب العالم ديمقراطية ولديهم من الثقافة السياسية ما يحتاجه ثلاثة أرباع سكان العالم أجمع، فهؤلاء البسطاء لا يريدون من حاكمهم إلا أن يرعى شؤونهم ومصالحهم، ويوفر لهم الحياة الكريمة،. ويعمل وسيطاً ليجلب لهم مقومات حياة أفضل مما لديهم، وهذه أبهى صور الديمقراطية والتطور ويتركهم وشأنهم في حرياتهم التي منحهم الله إياها.في حرياتهم التي منحهم الله إياها، بل أكثر من ذلك فهم ملتزمون ببنود دستورهم وقوانينهم والتي تنص على عدم جواز تولي الحكم لمن يكتب بيده اليسرى، فتقبل والد سيفاس هذا الأمر وشقيقه الأكبر لكونهما يكتبان باليد اليسرى وتركز الحكم لسيفاس لكونه يكتب باليد اليمنى.. ولم يغيرا نص الدستور ليوافق أهواءهما.. الذين يعتقدون ان القضية هي المقاومة والتحرير وحصروا قضيتهم في ذلك فان هؤلاء انتهت قضيتهم عند مدينة الصالح 3 كيلو من ميناءالحديدة... هنا ماتت قضيتهم ودفنت مقاومتهم ... اما من كانت قضيتهم الارض وحقهم في الارض والانسان وحقهم في الحياة والحرية والحكم والادارة والفكر والثقافة والمذهب ،،، هؤلاء لم تمت قضيتهم وهم من سيواصلون مضيهم في المقاومة والتحرير والنضال حتى ينتصرون لقضيتهم.