كتابات وآراء


الأربعاء - 16 يونيو 2021 - الساعة 02:56 م

كُتب بواسطة : د. عبده قادري - ارشيف الكاتب


يتحدث ممثلو وزارة التعليم العالي عن كيفية توزيع المنح الدراسية ليتطرق أحدهم للحديث عن عدد المتقدمين من الحديدة الذين لا يتجاوز عددهم 11طالباً و طالبة و عندما استمعنا أيضا لآلية التقديم بدأ يتحدث عن مراكز لاختبار المفاضلة كما يزعمون و يسترسل في حديثه إلى أن هناك مركزين في المناطق الشمالية الأول في تعز و الآخر في مأرب متناسياً كل شيء يدور في البلد...ألا يدري هؤلاء أن مثل هكذا إجراءات تعد من الإجراءات المجحفة جداً لتلك المناطق التي يتواجد فيها الطلاب الراغبون في التقديم على المنح الدراسية من حيث صعوبة التنقل من محافظة لأخرى و أيضا تكاليف السفر و الذين لا ذنب لهم إلا أنهم يعيشون في المناطق التي لا تسيطر عليها الشرعية، مع أن الأمر سيكون أسهل من ذلك بكثير و أكثر إنصافا لو تم التنسيق مع السلطات المحلية و بإشراف وزارة التعليم العالي لمعالجة مثل هذه المعوقات كأن يتم التنسيق لتلك الاختبارات و كيفية إجراءها بالطريقة المناسبة و بالنسبة المخصصة لكل محافظة على حده، بالرغم من تحفظنا على طريقة سير اختبارات المفاضلة التي لا تعد أكثر من تكرار لاختبار تحصيلي سابق لا تُرَاعى فيها معايير قياس القبول أو الاستعداد و الرغبة للتخصص المطلوب من قبل المتقدم... في أسوأ الأحوال قد يُقال بأننا لا نستطيع فتح مراكز اختبارية في مناطق ليست تحت سيطرة الشرعية مثلاً! فلماذا إذاً يعد المعدل التحصيلي للطالب في الثانوية العامة أحد المعايير للحصول على تلك المنح كما يدعون؟! وجُل المحافظات بل و أكثرها سُكّاناً ليست تحت سيطرة الشرعية؟! ناهيك أن محافظة الحديدة فيها العديد من المناطق المسيطر عليها من قبل الشرعية، و يستطيعون افتتاح مركز لاختبار المفاضلة في واحدة من تلك المديريات، لكنها الجغرافيا المهملة في ما يطلبه أبناؤها و المقصودة حين تؤتي ثمارها فموانئها و منافذها البحرية و أيضا مصادرها المتعددة كالثروة السمكية و الحيوانية و الزراعية فقط ما يفتح شهية أولئك العابثون... كلما نريد قوله أن كل مديرية و قرية من قرى هذه الجغرافيا تحتاج الطبيب و المهندس والمعلم المقتدر، و الكفاءة في كل شيء ولا يعني أن ما تُجَمِلُوه باِدعائِكم المنافسة سَتُلغي أَحقية أبناءنا الطلاب في الحصول على كل ذلك... كان حديثي هنا عن منح مخصصة للبكالوريوس أما بالنسبة لمنح التبادل الثقافي للدراسات العليا (ماستر-دكتوراة) فحدث و لا حرج، بل لا توجد أي مفاضلة، فقط قناعة القائمين على الوزارة و توجهاتهم السياسية و الفكرية هي وحدها من تُحدد تلك القوائم و رفعها للاعتماد المالي و بقية الإجراءات الأُخرى... هنا الجرح الحقيقي لمستقبل وطن، يطالبون بتماسكه و يعملون ليل نهار على تفكيكه و هدمه بعنصرية مقيتة... ليست هذه كل المشكلة بل هناك قضايا و منح أخرى يتم توزيعها بطريقة تحددها رغباتهم و توجهاتهم و هدايا للحفاظ على مناصبهم وكسب ود كبار رجال السلطة

و للحديث بقية.