كتابات وآراء


السبت - 25 سبتمبر 2021 - الساعة 07:13 ص

كُتب بواسطة : الدكتور / أحمد المعمري - ارشيف الكاتب



ذات يوم من تسعينيات القرن العشرين كتبت سطورا في صحيفة الميثاق عندما كان رئيس التحرير الأستاذ الفاضل محمد شاهر حسن ومما قلت فيه
( قولوا ماتريدون ولن يكون الا مانريد ) ، قبل قليل كنت أطالع في تويتر صفحة ناشطة عدنية تكتب (ست سنوات من يوم تحررت عدن وهي تغرق في الظلمات وتفتقد للخدمات ) ،تذكرت ماكتبت قبل ثلاثة عقود حين كنت أحسن القراءة والكتابة ورأيت أن لسان حالهم الجديد أيضا (طز فيكم ) أو بتعبير القرن العشرين (قولوا ماتريدون ولن يكون الا مانريد ) !!!
ليست القضية هنا ولكن القضية في السؤال لماذا الزمن يغير الكون.. العالم الدنيا ..ونحن في جمود مخيف ومرعب .؟!!!
بعد ستة عقود من الزمن من ثورة 26 سبتمبر 1962 عدنا الى بداية القرن العشرين فلاشمال تانسن ولاجنوب تعلم وتعقل .
قبل ربع قرن كتب الأستاذ الدكتور ناصر الذبحاني أستاذ علم الإجتماع بجامعة صنعاء أطروحته للدكتوراه عن الشخصية اليمنية في جامعة بغداد وأصبحت كتابا والكتاب يستحق القراءة .
وكتب أساتيذ كثر عن القبيلة والشخصية والثورة والجمهورية والدولة كالأستاذ النبيل قائد الشرجبي والاستاذ الدكتور عادل الشرجبي والأستاذ الدكتور فؤاد الصلاحي والأستاذ الدكتور فضل أبو غانم وعبدالله فارع العزعزي وغيرهم من كليات الأداب والتربية والتجارة قسم العلوم السياسية ...كتب وأبحاث ودراسات وتقارير علمية لامست الكثير من الواقع تحليلا وقراءات علمية ولكن كيف عدنا الى الصفر شمالا وجنوبا وشرقا وغربا فعلا لماذا ؟
أين يكمن الخلل ؟
في سطور بسيطة ولكنها عميقة كتب الدكتور الطبيب الإنسان عبد القادر الجنيد سطورا تحتاج الى تمعن رغم بساطتها وقلتها لكنها كما يبدو لي أنها تحتاج وقفات، سطور الجنيد مؤداها إن الصراع الحالي في اليمن هو صراع سياسي وسياسي فقط لامذهبي ولا طائفي ولا جغرافي ولا إقتصادي ولا طبقي ولا إجتماعي سياسي فقط وبإمتياز .
بطبيعة الحال هناك من يتفق مع هذا الرأي وأنا أرى مقاربة الدكتور الجنيد فيها الكثير من الصحة بدليل جغرافية الصراع وجغرافية قادة الصراع فالمشاركين في التيه و الضياع والتمزق ليسوا من جغرافية واحدة ولا هنا مذهب ولا من طائفة ولا من طبقة اجتماعية ولا من طبقة اقتصادية بل تداخل الصراع القبلي بالحزبي بالجغرافي ونرى تيارات اليسار مع يمين اليمين مع القبيلة والمتعلمين (بتوع الشهادات ) هنا وهناك وهنالكيتمترسون هناك ويتخندقون هناك ويصطفون بصورة غير قابلة للدراسة العلمية ولا الفرز التقليدي فالجمهوري واليساري واليميني وتيارات الوسط توزعن مع كل الأطراف بصورة وشكل عجيب وعجائبي !!!!وهنا يتكرر السؤال وسيظل يتكرر :
هل فعلا الخلل في الشخصية اليمنية .؟
في ليال كثيرة من عام 2000 ميلادية كنا نناقش زميلي البروف ابراهيم حجري وأنا قضية الشخصية اليمنية كنا حينها نريد نعرف لماذا الزمن جامد في جغرافيتنا وحنيننا الى التاريخ أكثر من حبنا وحنيننا للمستقبل ؟ولماذا نتعلم ولانتغير ولماذا نحصل على شهادات عليا ويتميز بعضنا في مرحلة التحصيل العلمي والدراسة ، وبعضنا خريج جامعات مرموقة في الشرق والغرب وبلاد العرب والعجم ومع ذلك نعود الى أحضان القبيلة والمنطقة والقرية والحاضنة التي ننقدها ونتمترس معها غالبا والى مضغ القات والى التعصب والى القناعة والرضا بإن نسير خلف الشيخ ونجد أن عاقل الحارة أهم منا في السلم الإجتماعي والواقع الحياتي سياسة وحضورا ومشاركة ؟!!!!
كثير من الناس كتبوا أن النخب اليمنية خانت نفسها وعلمها وعقلها وشهاداتها وشطح البعض بالقول وخانت اليمن ولم يستفد منها الوطن شيئا ويضيف البعض ماقاله رئيس اليمن الموحد رحمة الله عليه صباح ذات يوم في قاعة جمال عبد الناصر في عام الوحدة 1990 في لقائه بأعضاء هيئة التدريس عندما قال تلك المقولة المشهورة في الأمثال اليمنية (أنتم كالعصيد في جمنة لاأحد يستفيد منها الا إذا كسرها ) !!!!
مالنا نحن اليمانون نتغنى بالحكمة ونحن نفتقدها وندعي الإيمان ونحن نعتلف القات ومعدل الجريمة ومنها جريمة القتل والثـأر والصراعات المسلحة لاتتوقف من مرحلة ماقبل الاسلام حتى لحظة كتابة هذه الحروف التي لاتعني شيئا عند الكثير فلسان حال الناس ( لاصوت يعلو فوق صوت المعركة ) .؟
لماذا ثقافة الموت في اليمن الجريح أهم من ثقافة الحياة ؟
ولماذا الصراع في بلادنا لايتوقف حتى يؤستأنف من جديد ؟
العالم تغيرت بالتقانة
أنتهت الحرب الباردة ووعد بايدن أن لاحرب جديدة قادمة .
الصين صار عملاقا كبيرا وقد يكون خلال سنوات عشر التنين الكبير في العالم
الهند تتحول من الفقر والجوع الى أسد أسيوي كبير وقد تحصل على مقعد دائم في مجلس الأمن .
الميديا غيرت عقليات البشر كونيا فصرنا ندرس العقل البشري والدماغ البشري في مابعد الميديا مقارنة بما قبل الميديا ووسائل الإتصال والتواصل
وأصبح العلماء يتحدثون عن مهارات القرن ال21
صار هاك آ بل وجوجل ومحركات البحث التي غيرت مفهوم ومعنى ودلالة الزمن .
تغيرت أنظمة ووسائل وتقنيات التعليم والتثقيف تغيرا جذريا بعد الحوسبة والحوسبة السحابية والثورة المعرفية والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشيئاء وذكاء المباني والحمامات والسبورات وصنابير المياه وأبواب المنازل والفنادق والمطاعم وأصبحت الهندسة الوراثية وعلم الجينوم سمة العصر ، نريد أن نعيش بشرا لنا حقوق وعلينا واجبات فمتى ياترى سيكون ذلك؟
متى سندخل عالم القرن العشرين أو ال21 كبشر لنا ثقافة وقيم أخلاق وعقل وجهد ولنا وطن يستحق أن نبنيه ونعيش على ترابه الطاهر بلادماء ولا روائح البارود متى ؟
لعل .
.