كتابات وآراء


الجمعة - 04 فبراير 2022 - الساعة 04:49 م

كُتب بواسطة : خالد سلمان - ارشيف الكاتب



 
حسابات محور تعز تحمل في داخلها جينات المغايرة العدائية تجاه كل القوى الفاعلة على الأرض. 

المحور هو سيد صناعة الخصومات البينية، وهو انتهازي حرب بحرفنة وامتياز، وهو حامي الدين المختطف بقوة الحزب الحاكم (الإخوان)، الذي يشرعن وجوده، ويؤصل قمعه ونهبه بآي من الذكر وأحاديث السنة النبوية. 
محور تعز يستثمر كل شيء لصالح جماعته، مثل حشرة بق يمتص خيرات وموارد المحافظة، ومثل "دون كيشوت" يحارب طواحين الهواء في خطوط تماس مع الحوثي، وكجماعة مشبعة بالهلوسات الدينية الحزبية.

 يرتدي زي الجيش ويتوسع في تشكيلاته العسكرية غير النظامية، للتأهب لخوض معركة ضد الجنوب، في حال تم إشعال اللمبة الخضراء من مكتب نائب الرئيس، ومتى ما حانت  اللحظة الحاسمة. 

لديه عتاد وأفراد وألوية تتفوق بقوتها الضاربة، ثلاث محافظات جنوبية دمرت الحوثي وصنعت نصر اليمن الوحيد في مواجهته، وما زالت تحرس بوابات عدن، ومع ذلك يخوض المحور حروب الكلام، مع الحوثي، ويسوق انتصارات الوهم ومعارك الفشنك. 

محور تعز لديه خصمان ليس أياً منهما الحوثي، قوات الانتقالي، والقوات المشتركة، والدافع المشترك في تركيز ثقله العسكري في هذين النطاقين هو الثروات:
نفط وغاز الجنوب، وعوائد موانئ تعز. 

المحور المؤدلج عبء على واحدية المعركة، هو يجيد ركوب كل الأحصنة دون أن يشق له قفا، مع التحالف لاستحلاب الميزانيات والتسليح، وضده في عدم جدية خوض معركة التحرير، مع الجيش المسمى وطنياً، ومع مليشيات موازية تحت مسمى الحشد الشعبي، مع السعودية ومع قطر. 

المحور ليس رقماً في معادلة المعركة، هو خصم منها وعلامة ناقص في ميزان القوى، هو وجد من أجل إدامة بقاء الحوثي، وتنشيط قنوات التنسيق معه وتوسيع تجارة الحرب، وبقاء الوضع كما هو عليه.

 للحوثي مجال سلطته، وللإخوان سلطة كانتونهم الخاص، ترسيم حدود غير معلن وإن كان متوافقا عليه بقوة الأمر الواقع. 

لا يمكن الحديث عن تفعيل جبهة تعز، وإخراجها من حالة الكمون إلى الديناميكية، ما لم يتم نسف فكرة التمكين والانتقال إلى التحرير.

 ومثل هكذا نقلة لا يمكن أن تتم في حال استمرار هذه الهيكلية العسكرية المليشاوية، بكل هزائمها وخيباته الراهنة والمتتالية. 

تعز بحاجة لجيش محترف حقيقي، مستثنى منه أساتذة التربية الإسلامية، والمعاهد الدينية وجامعة الإيمان، وخطباء منابر المساجد، جيش خارج فقه التكفير وفي قلب معادلة التحرير، وهو ليس متاحاً حتى الآن، كي يبرر القول إن هناك تغييرا حدث وإن هناك معركة تحدث.